. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
مجردا من الزيادة، وكذا الأمر فتقول: جلاس وقوام ونطاق بمعنى اجلس وقم وانطق، فلو كان الفعل ثلاثيّ الأصول وليس مجردا من الزيادة كأكرم لم يبن منه فعال إلا بسماع كدراك بمعنى أدرك فهذا شاذ، لا يقاس عليه. ومن فعال الذي حقه الاختصاص بالنداء لكاع، وقد استعمل في الضرورة غير منادى كقول الشاعر:
3491 - أطوّف ما أطوّف ثمّ آوي ... إلى بيت قعيدته لكاع (?)
وروى ابن سيده أنه يقال: رجل مكرمان وملأمان وامرأة ملأمانة (?)، والمشهور اختصاص مكرمان وملأمان بالنداء. انتهى (?).
ثم إنني أشير إلى أمور:
أحدها: أنك عرفت من كلام المصنف أن فل وفلة بمعنى فلان وفلانة، وهو قد قال في باب العلم: وكنوا بفلان وفلانة عن نحو: زيد وهند (?). بمعنى أنهما كنايتان عن علم من يعقل. وصرح هنا بأن فلانا وفلانة هما الأصل، يعني أنهما أصل فل وفلة.
وكلام ابن عصفور يوافقه في أنهما - أعني فل وفلة - كنايتان عن علم من يعقل، ويخالفه في أن أصلهما فلان وفلانة فإنه قال:
وأما فل فهو كناية عن علم ولا يستعمل أبدا إلّا في النداء إلّا في ضرورة الشعر كقوله:
3492 - في لجّة أمسك فلانا عن فل
وتقول للمؤنث يا فلة، واختلف فيه النحويون، فمذهب الفراء أنه مرخم من فلان (?) ومذهب سيبويه أنه غير مرخم وإنما هو اسم مختص بالنداء (?) وهو -