. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ـــــــــــــــــــــــــــــ

فقال: ليس كما ذكر بل استغاث يتعدى تارة بنفسه وتارة بحرف الجر الذي هو الباء كما في لفظ سيبويه والنحويين في باب الاستغاثة (?). قال: فاستقراء المصنف لذلك غير تام (?). قال: ومما جاء من لسان العرب معدى

بالباء قول الشاعر:

3474 - حتّى استغاثت بماء لا رشاء له ... من الأباطح في حافاته البرك

مكلّل بأصول النّبت تنسجه ... ريح خريق لضاحي مائة حبك

كما استغاث بشيء فزّ غيطلة ... خاف العيون فلم ينظر به الحشك (?)

وقال آخر:

3475 - قاد الجياد من الجولان فارطه ... من بين منعله يرجى ومحبوب

حتى استغاثت بأهل الملح ما طعمت ... في منزل طعم نوم غير تأويب (?)

انتهى. ولك أن تقول: قد تعرض النحاة إلى ذكر الأفعال التي تتعدى بنفسها تارة وبالحرف أخرى، ولم يذكروا أن فعل الاستغاثة من تلك الأفعال. ثم قد [4/ 201] ثبت بالكتاب العزيز تعديه بنفسه (?) فوجب أنه إذا ورد متعديا بحرف أن يدعى فيه التضمين. وعلى هذا يكون استغاث من قوله: حتى استغاثت بماء ضمّن معنى استعان؛ لأن الماء يستعان به ولا يستغاث، وكذا استغاث من قول الآخر: حتّى استغاث بأهل الملح ضمن معنى استعان أيضا، وكذا يحمل على التضمين المذكور قول الشاعر:

3476 - إن يستغيثوا بنا إن تذعروا تجدوا ... منّا معاقل عزّ زانها كرم (?)

فإن قيل: استعان متعد بنفسه - قيل: كما ورد متعديا بنفسه ورد متعديا بالحرف -

طور بواسطة نورين ميديا © 2015