. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ـــــــــــــــــــــــــــــ

ولا شك أن القول بأن أم هنا عاطفة مفيدة ما تفيده بل أسهل من هذا التخريج وهي إذا كانت عاطفة كبل كان ما بعدها مع ما قلبها كلاما واحدا فيندفع تعليل ابن عصفور. ثم إن الشيخ ذكر في شرحه عن النحاة في معنى أم المنقطعة مذاهب.

قال رحمه الله تعالى:

اختلف النحويون في أم المنقطعة (?): فذهب البصريون إلى أنها تقدر ببل والهمزة مطلقا وذهب الكسائي وهشام إلى أنها بمنزلة بل وما بعدها مثل ما قبلها. فإذا قلت:

قام زيد أم قام عمرو فالمعنى بل قام عمرو. وإذا قلت: هل قام زيد أم قام عمرو، فالمعنى بل هل قام عمرو (?).

وذهب الفراء إلى أن العرب [4/ 160] تجعل أم مكان بل إذا كان في أول الكلام استفهام مستدلا بقول الشاعر:

3295 - فو الله ما أدري أسلمى تغوّلت ... أم النّوم أم كلّ إليّ حبيب (?)

قال: يريد بل كل إلى حبيب (?). وذهب بعض الكوفيين إلى أنها تكون بمعنى بل فقط بعد الاستفهام وبعد الخبر. قال: وقد تكون بمعنى الهمزة إذا لم يتقدمها استفهام (?)، وذهب أبو عبيدة إلى أن أم بمعنى ألف الاستفهام. قال: ومنه قوله تعالى: (أَمْ تُرِيدُونَ) (?) أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ (?). انتهى.

والحق من هذه المذاهب ما ذكره المصنف وهو أن أم المذكورة تقتضي الإضراب مع الاستفهام وهو الكثير فيها وأنها قد تقتضي الإضراب مجردا عن الاستفهام.

وأما غير هذين المذهبين فلا معول عليه.

ومنها: أنهم قالوا إنما كان الوجه الأحسن أن يتوسط ما وقعت المعادلة من أجله. -

طور بواسطة نورين ميديا © 2015