. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ـــــــــــــــــــــــــــــ

عجبت من القوم حتى بنيهم. ونحو قول الشاعر:

3273 - جود يمناك فاض في الخلق حتّى ... بائس دان بالإساءة حينا (?)

وحتى بالنسبة إلى الترتيب كالواو فجائز كون المعطوف بها مصاحبا كقولك:

قدم الحجاج حتى المشاة في ساعة كذا، وجائز كونه سابقا كقولك: قدموا حتى المشاة متقدمين. ومن زعم أنها تقتضي الترتيب في الزمان فقد ادعى ما لا دليل عليه وفي الحديث: «كلّ شيء بقضاء وقدر حتّى العجز والكيس» (?)، وليس في القضاء ترتيب، وإنما الترتيب في ظهور المقضيات، وقال الشاعر:

3274 - لقومي حتّى الأقدمون تمالئوا ... على كلّ أمر يورث المجد والحمدا (?)

فعطف بحتى الأقدمين مع كونهم يتعين متقدمين.

وأم المعتمد [4/ 155] عليها في العطف هي المتصلة نحو: أزيد عندك أم عمرو، وسميت متصلة لأن ما قبلها وما بعدها لا يستغنى أحدهما عن الآخر ولا تحصل الفائدة إلا بهما. وشرط ذلك أن يكون متبوعهما مسبوقا بهمزة صالح موضعها لأي كالواقعة في أزيد عندك أم عمرو، وفي قوله تعالى: سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ (?)، [و] وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ ما تُوعَدُونَ (?)، وأَ ذلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ (?)، وأَ ذلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (?)، وأَ أَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ (?)، وقد يكون مصحوبا هما فعلين لفاعلين متباينين.

كقول حسان - رضي الله تعالى عنه -:

3275 - ما أبالي أنبّ بالحزن تيس ... أم جفاني بظهر غيب لئيم (?)

وقد يكون مصحوباهما جملتين ابتدائيتين كقول الشاعر: -

طور بواسطة نورين ميديا © 2015