[الاستغناء عن المنعوت، وعن النعت]

قال ابن مالك: فصل: (يقام النّعت مقام المنعوت كثيرا إن علم جنسه ونعت بغير ظرف وجملة أو بأحدهما بشرط كون المنعوت بعض ما قبله من مجرور بـ «من» أو «في» وإن لم يكن كذلك لم يقم الظّرف والجملة مقامه إلّا في شعر واستغني لزوما عن موصوفات بصفاتها، فجرت مجرى الجوامد، ويعرض مثل ذلك لقصد العموم وقد يكتفى بنيّة النّعت عن لفظه للعلم به).

قال ناظر الجيش: قال المصنف (?): يعلم جنس المنعوت باختصاص النعت به كمررت بكاتب راكب صاهلا وبمصاحبة ما يعنيه كـ أَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ 10 أَنِ اعْمَلْ سابِغاتٍ (?) وفَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيراً (?)، وكُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ وَاعْمَلُوا صالِحاً (?)، وثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ (?) فمثل هذا من الحذف حسن كثير لكون المنعوت معلوم الجنس ولكون النعت قابلا لمباشرة ما كان يباشر المنعوت فلو لم يكن قابلا لمباشرة العامل لكونه جملة أو شبهها لم يقم مقام المنعوت في الاختيار إلا بشرط كون المنعوت بعض ما قبله من مجرور بمن كقوله تعالى: وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ (?)، ومن هذا النوع

قول تميم العجلاني (?):

3171 - وما الدّهر إلّا تارتان فمنهما ... أموت وأخرى أبتغي العيش أكدح

وكلتاهما قد خطتا في صحيفتي ... فلا العيش أهوى لي ولا الموت أروح (?)

وقد تقوم في مقام من، كقول الراجز: -

طور بواسطة نورين ميديا © 2015