. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أخذ بنو فلان من بني فلان إبلا مائة على النعت حكاه سيبويه (?) وأنشد:
3154 - لئن كنت في جبّ ثمانين قامة ... ورقّيت أسباب السّماء بسلّم (?)
وفي الحديث: «النّاس كإبل مائة» (?). والنعت بالقائم بمسماه مغنى (ينزله) منزلة المشتق كمررت برجل أسد أبوه ولبست ثوبا حريرا ملمسه وشربت ماء عسلا طعمه تريد ماء شديد الحلاوة وثوبا شديد الليونة. فلو أردت أن الماء مشوب بعسل وأن الثوب مجعول في نسجه حرير لم يجز النعت. ومن هذا النوع قول الشاعر:
3155 - وليل يقول الناس من ظلماته ... سواء صحيحات العيون وعورها
كأنّ لنا منه بيوتا حصينة ... مسوحا أعاليها وساجا كسورها (?)
فأجرى مسوحا وساجا مجرى سود. ومثال نصب أي حالا بعد معرفة قول الشاعر:
3156 - فأومأت إيماء خفيّا لحبتر ... فلله عينا حبتر أيّما فتى (?)
وزعم أبو علي الفارسي أن ما في نحو: مررت برجل ما شئت من رجل مصدرية نعت بها وبصلتها كما ينعت
بالمصدر الصريح (?) وليس قوله بصحيح؛ لأن المصدر لكونه أصل الفعل (?) مؤكد به ويقع نعتا وحالا والحرف المصدري لا يؤكد به فعل ولا يقع نعتا ولا حالا فلو جعل نعتا في المثال المذكور لزمن مخالة النظائر ولو جاز أن ينعت بالحرف المصدري وصلته لجاز أن يقع موقع المصدر الصريح إذا أنعت به فكان يقال في موضع مررت برجل رضى: مررت برجل أن يرضى. وأيضا فإن المصدر المقدر في موضع ما المذكورة معرفة؛ لأن فاعل صلتها معرفة والمصدر المنعوت به نكرة لا يكون إلا نكرة كرجل عدل ورضى فبطل تقديرا -