. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ (?) قال أبو البقاء:
وَأَرْجُلَكُمْ يقرأ بالنصب وفيه وجهان. أحدهما: هو معطوف على الوجوه والأيدي وذلك جائز في العربية بلا خلاف والثاني: أنه معطوف على موضع بِرُؤُسِكُمْ والأول أقوى؛ لأن العطف على اللفظ أقوى من العطف على الموضع (?). ويقرأ بالجر (?) وهو مشهور أيضا كشهرة النصب وفيه وجهان:
أحدهما: أنه معطوف [4/ 116] على الرؤوس في الإعراب والحكم مختلف فالرؤوس ممسوحة والأرجل مغسولة وهذا الإعراب الذي يقال هو على الجوار وليس يمتنع أن يقع في القرآن لكثرته فقد جاء في القرآن العزيز وفي الشعر. فمن القرآن قوله تعالى: وَحُورٌ عِينٌ (?) على قراءة من جر (?)، وهو معطوف على قوله تعالى:
بِأَكْوابٍ وَأَبارِيقَ (?) والمعنى مختلف إذ ليس المعنى يطوف عليهم ولدان مخلدون بحور عين - وقال الشاعر:
3137 - لم يبق إلّا أسير غير منفلت ... وموثق في حبال القدّ مسلوب (?)
والقوافي مجرورة والجوار مشهور عندهم في الإعراب والصفات وقلب الحروف بعضها إلى بعض والتأنيث وغير ذلك. فمن الإعراب ما ذكرنا في العطف ومن الصفات قوله تعالى: عَذابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ (?) واليوم ليس بمحيط وإنما المحيط العذاب وكذلك قوله تعالى: فِي يَوْمٍ عاصِفٍ (?) واليوم ليس بعاصف وإنما العاصف الريح، ومن قلب الحروف قوله عليه الصلاة والسّلام «ارجعن مأزورات غير مأجورات» (?)، والأصل موزورات ولكن أريد التآخي ومنه قولهم: إنه يأتينا -