. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الصامت (?) يخاطب قومه:
3074 - أدين وما ديني عليك بمغرم ... ولكن على الشّمّ الجلاد القراوح
على كلّ خوّار كأنّ عماده ... طلين بقار أو بحمأة مائح
لها حائل أوعى بووّه كلّما ... تناول كفّاه اليسار الجوانح (?)
أراد: أوعى الجوانح؛ ففصل بنعت وهو جملة؛ لأنها في حكم نعت مفرد.
ومثال الفصل بفعل ملغى ما أنشد ابن السكيت من قول الشاعر:
3075 - ألا يا صاحبيّ قفا المهارا ... وسائل حيّ بثنة أين سارا
بأيّ تراهم الأرضين حلّوا ... ألدّبران أم عسفوا الكفارا (?)
أراد: بأي الأرضين تراهم حلوا؛ ففصل بـ «تراهم» وهو فعل ملغى بين «أي» و «الأرضين» وهما مضاف ومضاف إليه كما فصل بنعت وهو جملة وقد تقدم ذكره.
وتقدم أيضا أن الفصل بمعمول المضاف إذا لم يكن مرفوعا جدير بأن يكون جائزا في الاختيار ولا يخص بالاضطرار. واستدللت على ذلك بقوله صلّى الله عليه وسلّم: «هل أنتم تاركوا لي صاحبي؟»، وبقول بعض العرب: ترك يوما نفسك وهواها سعي لها في رداها وأقوى الأدلة على ذلك قراءة ابن عامر (?) رضي الله تعالى عنه: وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركائهم (?)؛ لأنها ثابتة بالتواتر -