. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ـــــــــــــــــــــــــــــ

والذين هم قاصرون فروجهم إلا على أزواجهم، يقال: قصر فلان أمره على فلان.

وأما الآية الشريفة الثانية فذكر ابن عصفور (?) عن الفراء (?) أن «من، وعلى» إنما اعتقبا على هذا الموضع؛ لأنه حق عليه، فإذا قيل: اكتلت عليه؛ فكأنه قيل:

أخذت مما عليه، وإذا قيل: اكتلت منه، فكأنه قيل: استوفيت منه.

وقال الخضراوي: دخول «على» هنا أكثر من «من»، ودخول «من» على أنه استخراج واحد ودخول «على» لأنه استطلاع بحق واستشراف عليه، قال: وكلاهما على التجوز (?). وكلام الخضراوي هو معنى كلام الفراء، وقال ابن أبي الربيع: المعنى: وإذا حكموا على الناس في الكيل استوفوا؛ لأن ذلك لا يكون حتى يلوا الكيل بأنفسهم (?).

وأما موافقة الباء: فقد عرفت استدلال المصنف عليها بقوله تعالى: حَقِيقٌ عَلى أَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ (?). وذكر المغاربة من الأدلة على ذلك قول العرب: اركب على اسم الله؛ المعنى: باسم الله، وبقول الشاعر:

2557 - شدّوا المطيّ على دليل دائب ... من أهل كاظمة بسيف الأبحر (?)

أي: بدليل دائب. وبقول الآخر:

2558 - وكأنّهنّ ربابة وكأنّه ... يسر يفيض على القداح ويصدع (?)

أي: بالقداح وقد خرّج ذلك كله على التضمين (?) فأما الآية الشريفة فـ «حقيق» فيها ضمن معنى «حريص» وأما «اركب على اسم الله»، و «على دليل»، ويفيض على القداح» فخرجه ابن عصفور على تعليق «على» بمحذوف في موضع الحال؛ التقدير: اركب معتمدا على اسم الله، وشدوا المطي معتمدين على دليل، ويفيض -

طور بواسطة نورين ميديا © 2015