. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ـــــــــــــــــــــــــــــ

أحدهما: أن يكون (المفتون) (?) مصدرا جاء على زنة مفعول التقدير بأيكم الفتنة.

والآخر: أن يكون (المفتون) صفة والباء بمعنى «في»، التقدير: في أيكم المفتون أي: في أيكم القرين المفتون. وأجاز الأخفش زيادة الباء في خبر المبتدأ في غير النفي وجعل من ذلك قوله تعالى: جَزاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِها (?)، التقدير عنده: جزاء سيئة سيئة مثلها، واستدل على ذلك بقوله تعالى في الآية الأخرى: وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها (?).

وقد خرّجت الآية الشريفة على وجهين لا تكون الباء فيهما زائدة:

أحدهما: أن المجرور في موضع الخبر، والتقدير: جزاء سيئة حاصل بمثلها.

الآخر: أن يكون المجرور متعلقا بـ (جزاء) والخبر محذوف والتقدير: ثابت لهم.

وذكروا من زيادة الباء في المفعول: قرأت بالسورة، أي: قرأت السورة قال الشاعر:

2481 - هنّ الحرائر لا ربّات أخمرة ... سود المحاجر لا يقرأن بالسّور (?)

أي: لا يقرأن السور، وليس منه اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ (?)؛ لأن الباء فيه للاستعانة. قال:

وبالجملة كل فعل وصل بنفسه تارة وبالباء أخرى ووصوله بنفسه إلى مفعوله أكثر من وصوله إليه بالباء

وليس في دخول الباء عليه زيادة معنى نحو ما ذكر من أمسكت زيدا، وأمسكت بزيد؛ فإنه إن أمكن تضمينه معنى فعل يصل بالباء لم تجعل الباء فيه زائدة نحو الباء في قوله:

2482 - نحن بني ضبّة أصحاب الفلج ... نضرب بالسّيف ونرجو بالفرج (?)

وقول الآخر:

2483 - ضمنت برزق [4/ 4] عيالنا أرماحنا (?)

ألا ترى أنه يجوز أن يكون ضمّن «ضمنت» معنى تكفّلت فعدّاه بالباء؛ ذلك لأن من ضمن شيئا فقد تكفل به، وكذلك يجوز أيضا أن يكون ضمن «نرجو» -

طور بواسطة نورين ميديا © 2015