. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قيل: حبّذا زيد، فـ (حبّذا) بمجموعيه فعل، فاعله زيد (?).
وهذا قول في غاية من الضّعف؛ لأنّه مؤسس على دعوى مجردة عن الدليل، مع ما فيه من تغليب أضعف الجزءين على أقواهما، ومن ادّعاء تركيب فعل، من فعل واسم، ولا نظير لذلك (?)؛ بل المعروف تركيب اسم من فعل واسم، كـ: (برق نحره) (?)، و (تأبّط شرّا) (?). والصحيح: أنّ (حبّ) فعل يقصد به المحبّة والمدح وجعل فاعله (ذا) ليدلّ بذلك على الحضور في القلب، ولم يغيرا لجريانهما مجرى الأمثال، فإن قصد به بغض وذمّ قيل: لا حبّذا [3/ 109] كما قال الشاعر:
2050 - ألا حبّذا عاذري في الهوى ... ولا حبّذا الجاهل العاذل (?)
وقال الآخر:
2051 - لا حبّذا أنت يا صنعاء من بلد ... ولا شعوب هوى منّا ولا نقم (?)
-