. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ـــــــــــــــــــــــــــــ

أخرى، وذكرت الآن أنّ معنى كأيّن وكذا كمعناها، فكان حقّهما أن يضافا إلى مميزهما، كما تضاف (كم) التي تساويها في المعنى إلى مميّزها.

لكن منع من إضافة (كأيّن) أنّها لو أضيفت لزم نزع تنوينها، وهي مستحقة للحكاية؛ لأنّها مركبة من كاف التشبيه وأيّ فكانت بمنزلة (يزيد) مسمّى به، فإنّه يلزم أن يجرى مجرى الجملة المسمّى بها، في لزوم الحكاية، والمحافظة على كلّ جزء من أجزائها، فيقال - فيمن اسمه (يزيد) -: هذا يزيد، ورأيت يزيد، ونظرت إلى يزيد، وكذلك يقال في زيد لو سمّي به، فلو جعل (من زيد) اسما لجاز فيه ما جاز في (يزيد) من الحكاية، وجاز أيضا أن يحرّك منه نون (من) بحركات الإعراب ويضاف إلى (زيد)، ولاستيفاء الكلام على هذا وشبهه موضع هو به أولى (?).

وأمّا (كذا) ففيها ما في (كأيّن) من التركيب الموجب للحكاية، وفيها زيادة مانعة من الإضافة، وذلك أنّ عجزها اسم لم يكن له قبل التركيب نصيب في الإضافة فأبقي على ما كان عليه، والأكثر جرّ مميّز (كأيّن) بـ (من) كقوله تعالى:

وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ (?) ومن نصب مميّزها قول الشّاعر:

1975 - اطرد اليأس بالرجا فكأيّن ... آملا حمّ يسره بعد عسر (?)

وأما (كذا) فلم يجئ مميزها إلّا منصوبا كقول الشاعر:

1976 - عد النّفس نعمى بعد بؤساك ذاكرا ... كذا وكذا لطفا به نسي الجهد (?)

-

طور بواسطة نورين ميديا © 2015