. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ومثل ما أنشده ابن جني قول الآخر: -
1535 - وأنت امرؤ خلط إذا هي أرسلت ... يمينك شيئا أمسكته شمالكا (?)
لأن هي ضمير القصّة والشأن، ولما أنهيت الكلام على «إذا» (?) الدالة على زمن مستقبل أخذت في الكلام على «إذا» المفاجأة، وقد اجتمعا في قوله تعالى:
ثُمَّ إِذا دَعاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ (?)، فالأولى الدالة على وقت الاستقبال، والثانية الدالة على المفاجأة، وهي عند المبرد والسيرافي ظرف مكان (?)، وعند الزجاج وأبي علي الشلوبين ظرف زمان حاضر (?). وهذا هو ظاهر قول سيبويه، فإنه قال حين قصدها: وتكون للشيء توافقه في حال أنت فيها، وذلك قولك: مررت فإذا زيد قائم (?)، هذا نصه.
وروي عن الأخفش أنها حرف دال على المفاجأة (?). وهو الصحيح عندي، ويدل على صحته ثمانية أوجه (?):
أحدها: أنها كلمة تدل على معنى في غيرها، غير صالحة لشيء من علامات الأسماء والأفعال.
الثاني: أنها كلمة لا تقع إلا بين جملتين، وذلك لا يوجد إلا في الحروف -