. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أن يكون نصب الملك على أنه مفعول له، وأطنابها على أن يكون مفعولا به، والمعنى: وصف المخاطب بكون همته مقصورة على الأكل والشرب ونحوهما، ورجح هذا الوجه على وجه غيره، وهو أن يكون الملك مفعولا به، وأطنابها بدل، والضمير عائد على الملك بتأويل الخلافة (?). وزعم بعض المتأخرين أن المفعول له منصوب نصب نوع المصدر (?)، ولو كان كذلك لم يجز دخول لام الجر عليه، كما لا تدخل على الأنواع نحو: سار الجمزى (?)، وعدا البشكى (?)، ولأن نوع المصدر يصح أن يضاف إليه كل ويخبر عنه بما هو نوع له كقولك: كل جمزى سير، ولو فعل ذلك بالتأديب والضرب من قولك: ضربته تأديبا لم يصح، فثبت بذلك فساد هذا المذهب. وزعم من لا يحترز في النقل أن الزجاج يذهب إلى هذا المذهب (?)، ولا يصح ذلك عنه؛ فإنه قال في كتاب المعاني في قوله تعالى:
يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ (?): ونصب ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ على معنى المفعول له، المعنى: يشريها لابتغاء مرضات الله (?)، فقدر اللام كما يقدرها سيبويه وغيره (?)، فصح أنه برئ من ذلك المذهب، وأن من عزاه إليه غير -