. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ابني حقّا، ولا يجوز تقدمهما على الجملة؛ لأن مضمونها يدل على العامل فيها، ولا يتأتى ذلك إلا بعد تمام الجملة (?)، وأما قولهم: أجدّك لا تفعل فأجاز فيه أبو علي الفارسي تقديرين:
أحدهما: أن يكون لا تفعل في موضع الحال.
والثاني: أن يكون أصله أجدك أن لا تفعل، ثم حذفت أن، وبطل عملها (?).
وزعم أبو علي الشلوبين أن فيه معنى القسم، ولذلك قدم (?).
ومن الملتزم إضمار ناصبه: المصدر المشبه به بعد جملة مشتملة على معناه، وعلى ما هو فاعل في المعنى، ولا بد من دلالته على الحديث، فمن ذلك قولهم: له دق دقّك بالمنحاز حب المقلقل، وله صوت صوت حمار، ومنه قول الشاعر يصف طعنة:
1451 - لها بعد إسناد الكليم وهدئه ... ورنّة من يبكي إذا كان باكيا
هدير هدير الثّور ينفض رأسه ... يذبّ بروقيه الكلاب الضّواريا (?)
فلو لم يكن بعد جملة لم يجز النصب كقولك: دقه دقك بالمنحاز، وصوته صوت حمار، وهديرها هدير الثور، فلو كان بعد جملة تضمنت معنى الحديث دون معنى الفاعل لم يجز النصب إلا على ضعف كقولك فيها صوت صوت حمار، فيجعل صوت حمار بدلا ويضعف النصب؛ لأنه إنما استجيز في: له صوت صوت حمار؛ لأن (له صوت) بمنزلة هو يصوّت، لاشتماله على صاحب الصوت والصوت، فجاز أن يجعل بدلا من اللفظ بصوت مسندا إلى ضمير بخلاف فيها صوت، فإنه لم -