. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
1247 - وما أدري إذا يمّمت أرضا ... أريد الخير أيّهما يليني (?)
فثنى الضمير قاصدا للخير والشر ولم يجر إلا ذكر أحدهما ولكن الإشعار بما لم يذكر بمنزلة ذكره، ومن الإسناد إلى مدلول عليه قول بعض العرب: إذا كان غدا فأتني، أي: إذا كان غدا ما نحن عليه الآن فأتني (?)، ومثله قول الشاعر:
1248 - فإن كان لا يرضيك حتّى تردّني ... إلى قطريّ لا إخالك راضيا (?)
أي: إن كان لا يرضيك ما تشاهده مني، ومن الفاعل المؤول قوله تعالى:
وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنا بِهِمْ (?) ففاعل تبيّن مضمون كيف فعلنا، كأنه قيل: وتبين لكم كيفية فعلنا بهم، وجاز الإسناد
في هذا الباب باعتبار التأويل، كما جاز في باب الابتداء نحو: سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ (?)؛ فإنه أول بسواء عليهم الإنذار وعدمه؛ بل كما جاز في هذا الباب أن يقال:
1249 - ما ضرّ تغلب وائل أهجوتها (?)
على تأويل: ما ضرها هجوك إياها، ومثل: وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنا بِهِمْ، أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا (?) على تأويل: أولم يهد لهم كثرة -