. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ـــــــــــــــــــــــــــــ

واستشهد أيضا بقول الآخر:

909 - كأنّني حين أمسي لا تكلّمني ... ذو بغية يبتغي ما ليس موجودا (?)

والصحيح أن «كأن» لا يفارقها التشبيه، ويخرج البيت الأول على أن هشاما وإن مات فهو باق ببقاء من يخلفه سائرا بسيرته، وأجود من هذا أن تجعل الكاف من «كأن» في هذا الموضع كاف التّعليل المرادفة للّام (?)، كأنه قال:

وأصبح بطن مكّة مقشعرّا ... لأنّ الأرض ليس بها هشام (?)

وعلى هذا حمل قوله تعالى: وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ (?) فقيل: معناه:

أعجب لأنه لا يفلح الكافرون (?)، وأكثر ما ترد الكاف بهذا المعنى مقرونة «بما» كقوله تعالى: وَاذْكُرُوهُ كَما هَداكُمْ (?)، ومنه ما حكى سيبويه من قول بعضهم: «كما أنه لا يعلم فيغفر الله له» (?)، وأما البيت الثاني فلا حجة فيه، لأن التشبيه فيه يتبين بأدنى تأمل وكون «ليت» للتمني و «لعل» للترجي ظاهر والفرق بينهما أن التمني يكون في الممكن وغير الممكن، والرجاء لا يكون إلا في الممكن وتكن «لعل» للإشفاق (?) كقوله تعالى: لَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ (?) ومنه قول الشاعر: -

طور بواسطة نورين ميديا © 2015