ثمَّ يُقَال لَهُم إِن كَانَت الْكَلِمَة اتّحدت بالإنسان الْكُلِّي فَلَا يَخْلُو أَن تكون اتّحدت بِهِ فِي مَكَان أَو لَا فِي مَكَان فَإِن كَانَت اتّحدت بِهِ لَا فِي مَكَان فَلَيْسَ بَينهَا وَبَين الْجَسَد الْمَوْلُود الْمَأْخُوذ من مَرْيَم إِلَّا مَا بَينه وَبَين سَائِر أجسام النَّاس وَسَائِر الأجساد وَلَا مزية لِمَرْيَم وَلَا للجسد الْمَأْخُوذ مِنْهَا إِذا لم يكن للِابْن اتِّحَاد بِهِ وَلَا بِغَيْرِهِ وَيجب أَن يكون الْقَتْل والصلب جاريين على الْجَسَد فَقَط لَا على الابْن وَلَا على الْمَسِيح لِأَن الْجَسَد الَّذِي لَا اتِّحَاد للِابْن بِهِ لَيْسَ بمسيح فَكيف يكون الْمَسِيح مقتولا مصلوبا وَإِن كَانَ اتِّحَاد الابْن بالكلي اتحادا بِهِ فِي مَكَان مَا هُوَ الْجَسَد الْمَأْخُوذ من مَرْيَم أَو غَيره من الْأَجْسَام فَيجب أَن يكون الْكُلِّي محصورا فِي ذَلِك الْمَكَان الجزئي وَأَن يكون الجزئي حاويا محيطا بالكلي ومكانا لَهُ وَإِن كَانَ جُزْءا مِنْهُ وَهَذَا عكس مَا فِي الْعقل وَقَلبه لِأَن ذَلِك لَو جَازَ لجَاز اشْتِمَال الْعدَد الْقَلِيل على الْعدَد الْكثير وزيادته عَلَيْهِ ولجاز أَن يكون الصَّغِير من الْأَجْسَام محيطا بالعظيم وحاويا لَهُ وَإِذا علمنَا بأوائل الْعُقُول فَسَاد ذَلِك علمنَا أَيْضا اسْتِحَالَة اتِّحَاد الابْن بالكلي إِن كَانَ هَا هُنَا كلي فِي مَكَان صَغِير جزئي

مَسْأَلَة على الملكية

يُقَال لَهُم خبرونا كَيفَ ولدت مَرْيَم الابْن دون الْأَب وروح الْقُدس وَهُوَ غير مباين لَهما وَلَا مُنْفَصِل عَنْهُمَا فَيكون المتحد بالجسد حملا فِي بطن مَرْيَم وَالْأَب وَالروح والجوهر الْجَامِع للأقانيم لَا فِي بطن مَرْيَم وهما مَعَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015