قَالُوا هُوَ الْجَوْهَر الْعَام الْجَامِع للأقانيم قيل فَيجب أَن يكون الْجَوْهَر هُوَ المتحد بالجسد وَالْإِنْسَان الْكُلِّي أَو الجزئي على مَا تختارونه لِأَن المتحد عنْدكُمْ هُوَ من فعل الِاتِّحَاد دون من لم يَفْعَله وَيجب أَيْضا أَن يكون هُوَ الْإِلَه الْمُسْتَحق لِلْعِبَادَةِ لِأَنَّهُ هُوَ الفعال لَهَا
وَكَذَلِكَ إِن قَالُوا الْجَوْهَر والأقانيم فعلوا الِاتِّحَاد قيل لَهُم فَيجب أَن يكون هُوَ وَالثَّلَاثَة الأقانيم متحدين بالإنسان وَلَا معنى لقولكم إِن الابْن وَحده هُوَ المتحد دون الْأَب وَالروح وَدون الْجَوْهَر الْعَام الْجَامِع للأقانيم وَهَذَا نقض قَوْلكُم إِن الِاتِّحَاد للِابْن فَقَط
وَكَذَلِكَ إِن قَالُوا إِنَّمَا فعل الِاتِّحَاد الأقانيم الثَّلَاثَة دون الْجَوْهَر قيل لَهُم فَيجب أَن يكون الرّوح أَيْضا متحدا وَألا يكون الابْن وَحده من خَواص الْجَوْهَر متحدا
وَإِن قَالُوا فَاعل الِاتِّحَاد إِنَّمَا هُوَ الابْن وَحده ولإنفراده بِفعل الِاتِّحَاد كَانَ متحدا دون الرّوح قيل لَهُم فَإِذا جَازَ أَن ينْفَرد الابْن بِفعل حَادث هُوَ الِاتِّحَاد دون الرّوح وَالْأَب وَدون الْجَوْهَر الْعَام فَلم لَا يجوز أَن ينْفَرد الرّوح بِفعل حَادث وحوادث أخر وَأَن ينْفَرد كل أقنوم من الأقانيم بعوالم وأفعال لَا يَفْعَلهَا الآخر وينفرد الْجَوْهَر الْجَامِع بِفعل غير فعلهَا
وَإِذا كَانَ ذَلِك كَذَلِك جَازَ أَن تتمانع وتختلف
وَيُقَال هم إِذا كَانَت الأقانيم تفعل كَمَا أَن الْجَوْهَر الْجَامِع لَهَا يفعل فَلم صَار بِأَن يكون جَامعا لَهَا وَأَن تكون خَواص لَهُ أولى من أَن يكون هُوَ خَاصّا لَهَا وَهِي