وتخليط من قَائِله وَذَلِكَ أَن الظَّاهِر فِي الشمع شَيْء مثل نقش الْخَاتم وَهُوَ غَيره لِأَن الْحُرُوف الْمَوْجُودَة بالشمع هِيَ بعض لَهُ وجزء من أَجْزَائِهِ وَمَا فِي الطابع من الْحُرُوف هُوَ بعض الطابع وَمن جملَته وهما غيران يَصح وجود أَحدهمَا مَعَ عدم الآخر فظنهم أَن نفس النقش الَّذِي فِي الشمع هُوَ نفس الطابع جهل وتخليط فَيجب على هَذَا إِن لم تكن الْكَلِمَة هِيَ نَفسهَا الظَّاهِرَة فِي جَسَد الْمَسِيح أَن يكون الظَّاهِر فِيهِ غَيرهَا وَهُوَ شَيْء مثلهَا وَأَن يكون لله سُبْحَانَهُ ابْنَانِ وكلمتان أَحدهمَا لَا يحل الْأَجْسَام وَلَا يتخذها هيكلا ومكانا وَالْآخر حَال فِي جَسَد الْمَسِيح وَهَذَا قَول بأَرْبعَة أقانيم وَترك القَوْل بالتثليث
وَأما من قَالَ إِن الِاتِّحَاد إِنَّمَا هُوَ حُلُول الْكَلِمَة فِي المتحد بِهِ واختلاطها بِهِ وممازجتها لَهُ فَإِنَّهُ يُقَال لَهُ إِذا جَازَ على الْكَلِمَة الْحُلُول فِي الْجَسَد الْمَخْلُوق وممازجتها لَهُ واختلاطها بِهِ وَهِي مَعَ ذَلِك قديمَة فَمَا أنكرتم من اجتماعها مَعَ الْجَسَد ومماستها لَهُ وَإِذا جَازَ على الْقَدِيم سُبْحَانَهُ المماسة والمجاورة والمخالطة للمحدث والممازجة لَهُ فَلم لَا يجوز عَلَيْهِ مُقَابلَة الْمُحدث ومحاذاته وَلم لَا يجوز عَلَيْهِ الظُّهُور والكمون وَالْحَرَكَة والبعد والقرب والشغل والتفريغ والتصوير والتركيب فَإِن راموا فِي ذَلِك فصلا لم يجدوه وَإِن مرو على ذَلِك قيل لَهُم فَإِذا جَازَ أَن يكون مَا هَذِه صفته قَدِيما وَقد كَانَ فِي الْقدَم غير مماس وَلَا ممازج وَلَا مخالط فَمَا أنكرتم أَن يكون سَائِر الْأَجْسَام المماسة المختلطة المتحركة الساكنة قديمَة وَمَا الَّذِي جعل الْكَلِمَة الَّتِي هَذِه صفتهَا بالقدم أولى مِنْهَا بِالْحَدَثِ وَمَا