كَانَ من أَسْمَائِهِ رَاجعا إِلَى إِثْبَات صفة من صِفَات فعله كَكَوْنِهِ عادلا ومحسنا ومتفضلا ومحييا ومميتا فَهِيَ غَيره
لِأَنَّهُ قد كَانَ مَوْجُودا مُتَقَدما عَلَيْهَا وَمَعَ عدمهَا
غير أَن تَسْمِيَته سُبْحَانَهُ لنَفسِهِ ترجع إِلَى إِثْبَات صفة لنَفسِهِ
وصفات ذَاته غير مُخْتَلفَة لَا يُقَال هِيَ الله وَلَا يُقَال هِيَ غَيره
لِأَن تَسْمِيَته هِيَ قَوْله وَكَلَامه من صِفَات نَفسه كَسَائِر صِفَاته الذاتية فَوَجَبَ أَن يُقَال إِنَّهَا كَلَام لَهُ فَقَط
وَقد زعم قوم من أَصْحَابنَا أَن جَمِيع أَسمَاء الله سُبْحَانَهُ وَأَسْمَاء غَيره هِيَ الْمُسَمَّاة غير أَن مِنْهَا مَا يُفِيد ذَات الْمُسَمّى فَقَط وَمِنْهَا مَا يُفِيد صفة لَهُ
غير أَن الِاسْم الْمُفِيد للصفة هُوَ نفس الْمُسَمّى لَا معنى سواهُ
فَإِن قَالَ قَائِل فَإِذا كَانَ الِاسْم هُوَ الْمُسَمّى نَفسه فخبرونا أَلَيْسَ قد يجوز أَن يكون للشَّيْء الْوَاحِد عدَّة أَسمَاء يَسْتَحِقهَا لنَفسِهِ فَكيف يكون الِاسْم هُوَ الْمُسَمّى والمسمى شَيْء وَاحِد والأسماء الَّتِي لَهُ كَثِيرَة
قيل لَهُ الْأَسْمَاء كَثِيرَة فِي الْعدَد على معنى كَثْرَة التسميات والعبارات عَنْهَا لَا على معنى أَن الذَّات أَشْيَاء كَثِيرَة
أَلا ترى أَن للسواد الْوَاحِد صِفَات كَثِيرَة وَهِي كَونه مَوْجُودا ومحدثا وسوادا وَإِن كَانَت هَذِه الصِّفَات الَّتِي تخْتَلف الْعبارَات عَن مَعْنَاهَا لذات وَاحِدَة فَكَذَلِك قَوْلنَا فِي الله سُبْحَانَهُ إِنَّه مَوْجُود وَإنَّهُ شَيْء وَإنَّهُ قديم وَإنَّهُ غير لما غاير وَخلاف لما