والمجسطي وَالْقَائِل قفا نبك لَو تحدوا بِمثل مَا أَتَوا بِهِ وجعلوه دلَالَة على صدقهم وَأَنَّهُمْ رسل الله سُبْحَانَهُ فَلم يعارضوا وَجب أَن يكون ذَلِك آيَة لَهُم قيل لَهُ أجل إِلَّا أَن الله سُبْحَانَهُ إِذا علم أَن الْمُدَّعِي لذَلِك كَاذِب فَلَا بُد أَن يجمع الهمم ويوفر الدَّوَاعِي على مُعَارضَة مَا تحدى الْقَوْم بِهِ فَلَا يلبثُونَ عِنْد احتجاجهم بِهِ أَن يَأْتِيهم النَّاس بأمثاله وَمَا هُوَ أبلغ مِنْهُ فِي مَعْنَاهُ لكَي ينْقض كَون مَا ادعوهُ معجزا
فَإِن قَالُوا مَا أنكرتم أَن تكون الْعَرَب قد عارضته وَأَن يكون خوف سيفكم يمْنَع من إِظْهَار معارضته قيل لَهُم لَو كَانَ الْأَمر على مَا ادعيتموه لجَاز نَقله وَذكره وَذكر الْمعَارض وَالْمُتوَلِّيّ لَهُ ولوجب بمستقر الْعَادة أَن يغلب إِظْهَاره على طيه وكتمانه حَتَّى يكون الْعلم بِهِ كَالْعلمِ بِالْقُرْآنِ الَّذِي هُوَ عروضه وَإِن منع الْخَوْف من النَّص عَلَيْهِ والتبيين من كل وَاحِد لذكره لِأَنَّهُ كَانَ لَا بُد من تحدثهم بَينهم إِذا خلوا وجالسوا من يأمنون سَيْفه على وَجه يجب أَن يضْطَر إِلَيْهِ كَمَا يجب أَن تعلم الْأَسْبَاب الحاملة على الكتمان وَالْكذب الواقعين من السُّلْطَان لغَرَض فِي الْحمل على ذَلِك مَعَ الْخَوْف مِنْهُ وكما يجب فِي مُسْتَقر الْعَادة تحدث النَّاس بعيوب سلطانهم وجبابرتهم ومذموم الْخِصَال الَّتِي فيهم وَإِن لم ينْقل