وإنما كان الالتفات من علم المعاني لأن ما يترتب1 عليه من الفوائد من جملة خواصّ التراكيب التي يبحث عنها في العلم المذكور.

وأمّا ما قيل: "يُبحث عنه في علمي2 البلاغة والبديع، أمّا في المعاني فباعتبار كونه على خلاف مقتضى الظاهر، وأمّا في البيان فباعتبار أنَّه إيراد لمعنى واحد في طرق مختلفة في الدلالة عليه جلاء، [وخفاء] 3 وبهذين الاعتبارين يفيد الكلام حسناً ذاتياً للبلاغة، وأمّا في البديع فمن حيث إنّ فيه جمعاً بين صورٍ متقابلة في معنى واحد فكان من محسّناته المعنوية4" - ففيه نظر؛ أمّا أوّلاً: فلأن مجرد كونه على خلاف مقتضى الظاهر لا يكفي في دخوله في علم المعاني، وهذا ظاهر5 عند من له أدنى تأمل في حدّ العلم المذكور.

وأمّا ثانياً: فلأن اعتبار أنّه إيراد لمعنى واحد في طرق مختلفة في الدلالة عليه جلاء [وخفاء] ، غير كافٍ في دخوله في علم البيان؛ بل لابدّ معه أن يكون ذلك الاختلاف بحسب الدلالة العقلية، وهو مفقود6 في الالتفات، ولذلك لم يورده صاحب المفتاح في البيان واقتصر على إيراده في7 المعاني والبديع 8.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015