الْمطلب مُحَمَّد بن أبي حُذَيْفَة مُحَمَّد ابْن حَاطِب زَيْنَب بنت أبي سَلمَة مُوسَى وَعَائِشَة وَزَيْنَب أَوْلَاد الْحَارِث بن خَالِد
قَالَ مُحَمَّد بن إِسْحَاق وَكَانَ جَمِيع من ألحق بِأَرْض الْحَبَشَة من الْمُسلمين سوى أبنائهم الَّذِي خَرجُوا بهم صغَارًا وولدوا بهَا نيفا وَثَمَانِينَ رجلا إِن كَانَ عمار بن يَاسر فيهم وَابْن إِسْحَاق يشك فِي عمار وَذكر الْوَاقِدِيّ أَنهم كَانُوا ثَلَاثَة وَثَمَانِينَ رجلا وَمن النِّسَاء إِحْدَى عشرَة قرشية وَسبع غرائب فَلَمَّا سمعُوا بمهاجرة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى الْمَدِينَة رَجَعَ مِنْهُم ثَلَاثَة وَثَلَاثُونَ رجلا وثمان نسْوَة فَمَاتَ مِنْهُم رجلَانِ بِمَكَّة وَحبس مِنْهُم سَبْعَة وَشهد بَدْرًا مِنْهُم أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ فَلَمَّا كَانَت سنة سبع من الْهِجْرَة كتب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى النَّجَاشِيّ يَدعُوهُ إِلَى الْإِسْلَام فَأسلم وَكتب إِلَيْهِ أَن يُزَوجهُ أم حَبِيبَة وَكتب إِلَيْهِ أَن يبْعَث من بَقِي من أَصْحَابه فَفعل فقدموا الْمَدِينَة فوجدوا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد فتح خَيْبَر فَكلم الْمُسلمين أَن يُدْخِلُوهُمْ فِي أسهماتهم فَفَعَلُوا
قَالَ ابْن إِسْحَاق لما أَرَادَ الله عز وَجل إِظْهَار دينه وإعزاز نبيه وإنجاز موعده خرج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَوْسِم الَّذِي لقِيه فِيهِ النَّفر من الْأَنْصَار فَعرض نَفسه على قبائل الْعَرَب كَمَا يصنع فِي كل موسم فَبينا هُوَ عِنْد الْعقبَة لَقِي رهطا من الْخَزْرَج فَذكرُوا أَنه قَالَ لَهُم من أَنْتُم قَالُوا من الْخَزْرَج قَالَ أَفلا تجلسون أكلمكم قَالُوا بلَى فجلسوا مَعَه فَدَعَاهُمْ إِلَى الله تَعَالَى وَعرض عَلَيْهِم الْإِسْلَام وتلا عَلَيْهِم الْقُرْآن وَقد كَانُوا يسمعُونَ من الْيَهُود أَن نَبيا مَبْعُوثًا قد أظل زَمَانه فَقَالَ بَعضهم لبَعض يَا قوم وَالله إِن هَذَا النَّبِي الَّذِي تعدكم بِهِ الْيَهُود فَلَا تسبقكم إِلَيْهِ فَأَجَابُوهُ وهم فِيمَا يَزْعمُونَ سِتَّة رجال زيد وعَوْف وَهُوَ ابْن مَالك وَهُوَ ابْن عفراء وَرَافِع بن مَالك بن العجلان وَقُطْبَة بن عَامر بن حَدِيدَة وَعقبَة بن عَامر بن نابي وَجَابِر بن عبد الله بن رياب فَلَمَّا انصرفوا إِلَى بِلَادهمْ وَقد آمنُوا ذكرُوا لقومهم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ودعوهم إِلَى الْإِسْلَام حَتَّى فَشَا فيهم فَلم يبْق دَار من دور الْأَنْصَار إِلَّا وفيهَا ذكر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى إِذا كَانَ الْعَام الْمقبل أَتَى الْمَوْسِم اثْنَا عشر رجلا من الْأَنْصَار فَلَقوا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْعقبَةِ وَهِي الْعقبَة الأولى فَبَايعُوهُ بيعَة النِّسَاء قبل أَن يفترض الْحَرْب وهم أسعد بن زُرَارَة وعَوْف ومعوذ ابْنا