جللها بعظماء وَجعل على بَاب كل سَمَاء مِنْهُم بواباً يكْتب الْحفظَة فَيَأْتِي عمل العَبْد لَهُ نور كنوز الشَّمْس، حَتَّى إِذا بلغ سَمَاء الدُّنْيَا يَقُول الْملك البواب اضْرِب بِهَذَا وَجه صَاحبه وَقل لَهُ لَا يغْفر لَك أَنا ملك صَاحب الْغَيْبَة من اغتاب النَّاس لم أدع عمله يجاوزني إِلَى غَيْرِي ... " وَذكر الحَدِيث بِطُولِهِ وَفِيه: رد الْعَمَل هَكَذَا على طَالب الدُّنْيَا وعَلى المتكبر والمعجب إِلَى أَن قَالَ " فَبكى معَاذ قلت يَا رَسُول الله مَا الَّذِي أعمل قَالَ اقتد بنيتك فِي الْيَقِين قلت أَنْت رَسُول الله وَأَنا معَاذ فَقَالَ: وَإِن كَانَ فِي عَمَلك تَقْصِير اقْطَعْ لسَانك عَن إخوانك وَلَا تزك نَفسك وَقدم إخوانك وَلَا تراء بعملك وَلَا تفحش فِي مجلسك لكَي يحذروك لسوء خلقك ... " قَالَ خَالِد بن معدان: وَمَا رَأَيْت معَاذًا يكثر من تِلَاوَة الْقُرْآن كَمَا يكثر تِلَاوَة هَذَا الحَدِيث. رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ عَن الْحَاكِم عَن أبي مَنْصُور الْعَتكِي عَن مُحَمَّد بن أَشْرَس بِطُولِهِ وَرَوَاهُ ابْن حبَان مُخْتَصرا فَقَالَ: ثناه عمر بن سعيد بن سِنَان ثَنَا الْقَاسِم بن عبد الله المكفوف عَم سلم الْخَواص عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن ثَوْر عَن خَالِد بن معدان عَن معَاذ قَالَ ابْن حبَان وَلست أَدْرِي أيحمل فِيهِ على الْقَاسِم أَن على سلم على أَنِّي لَا أَشك أَن ابْن عُيَيْنَة مَا حدث بِهِ قطّ وَهَذِه قصَّة مَشْهُورَة لِأَحْمَد الجويباري عَن يحيى بن سَلام الإفْرِيقِي، عَن ثَوْر. وَقد سَرقه من الجويباري عبد الْملك بن وهب النسوي يحدث بِهِ، عَن مُحَمَّد بن الْقَاسِم الْأَسدي عَن ثَوْر.