مِنْكُمْ مِنْهُمْ أَحَدًا فَإِنَّمَا يَخْفِرُ اللَّهَ، إِنَّ أَحَدَكُمْ لَتُؤْخَذُ شُوَيْهَةُ جَارِهِ، فَيَظَلُّ يَأْتِي عَضْلَهُ، غَضَبًا لِجَارِهِ، وَاللَّهُ مِنْ وَرَاءِ جَارِهِ»، قَالَ: فَانْصَرَفْنَا إِلَى دِيَارِنَا، وَمَضَى أَبُو بَكْرٍ إِلَى الْمَدِينَةِ، قَالَ: فَلَمْ أَلْبَثْ أَنْ بَلَغَنِي: أَنَّ صَاحِبَكَ قَدِ اسْتُخْلِفَ عَلَى النَّاسِ، قَالَ: فَقُلْتُ: هَذَا الَّذِي يَنْهَانِي عَنِ الْإِمَارَةِ ثُمَّ يَتَأَمَّرُ عَلَى النَّاسِ، لَآتِيَنَّهُ، قَالَ: فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَتَعَرَّضْتُ لَهُ حَتَّى لِقيتَهُ، فَقُلْتُ يَا أَبَا بَكْرٍ، أَنْتَ الَّذِي تَنْهَانِي عَنِ الْإِمَارَةِ ثُمَّ تُأَمَّرُ عَلَى النَّاسِ، فَقَالَ: «إِنَّ النَّاسَ كَانُوا حَدِيثِي عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ، وَلَمْ يَدَعَنِي أَصْحَابِي، وَارْتَدَّتِ الْعَرَبُ، وَلَمْ يَزَلْ يَعْتَذِرُ إِلَيَّ، فَعَذَرْتُهُ»
مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
حَدَّثَ عَنْ أَبِيهِ.
رَوَى عَنْهُ: دَاوُدُ بْنُ الْحُصَيْنِ، وَأَبُو مَوْدُودٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ الْمَدَنِيَّانِ.
أَخْبَرَنِي أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُبَيْشٍ التَّمَّارُ، أَنَا أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ الصَّفَّارُ، نا عَلِيُّ بْنُ دَاوُدَ الْقَنْطَرِيُّ، نا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ بَشِيرٍ، نا أَبُو مَوْدُودٍ، عَنْ رَافِعِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ أَبِيهِ رَافِعٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا وَهُوَ مُقْبِلٌ مِنْ بَنِي حَارِثَةَ إِذْ دَخَلَ الْبَقِيعَ، فَقَالَ: «لا دَرَيْتَ وَلا أَفْلَحْتَ»، فَقُلْتُ مَا لِي، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، لا أَدْرِي، وَلا أَفْلَحُ؟، قَالَ: «لَيْسَ لَكَ يَا أَبَا رَافِعٍ»، قَالَ: قُلْتُ: لَيْسَ مَعَكَ غَيْرِي! قَالَ: " إِنَّ صَاحِبَ هَذَا الْقَبْرِ يُسْأَلُ عَنِّي، فَقَالَ: لا أَدْرِي، فَقُلْتُ: لا دَرَيْتَ، وَلا أَفْلَحْتَ "
وَأَمَّا الثَّانِي بِالنُّونِ فَهُوَ