شهرا فأنجاها الله عز وجل فلم تصم حتى ماتت فجاءت قرابة لها إما أختها أو ابنتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال:
"أرأيتك لو كان عليها دين كنت تقضيه؟ قالت: نعم. قال: فدين الله أحق أن يقضى". [ف] "اقضي عن أمك".
ثالثا: قضاء الدين عنه من أي شخص وليا كان أو غيره كما تقدم.
رابعا: ما يفعله الولد الصالح من الأعمال الصالحة فإن لوالديه مثل أجره دون أن ينقص من أجره شيء لأن الولد من سعيهما وكسبهما والله عز وجل يقول:؟ وأن ليس للإنسان إلا ما سعى؟ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه وإن ولده من كسبه".
ويؤيد ما دلت عليه الآية والحديث أحاديث خاصة وردت في انتفاع الوالد بعمل ولده الصالح كالصدقة والصيام والعتق ونحوه وهذه بعضها:
الأول: عن عائشة رضي الله عنها:
أن رجلا قال: إن أمي افتلتت نفسها1 ولم توص وأظنها لو تكلمت تصدقت فهل لها أجر إن تصدقت عنها ولي أجر؟ قال: نعم فتصدق عنها.
الثاني: عن عبد الله بن عمر:
أن العاص بن وائل السهمي أوصى أن يعتق عنه مائة رقبة فأعتق ابنه هشام خمسين رقبة وأراد ابنه عمرو أن يعتق عنه الخمسين الباقية قال: حتى أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن أبي أوصى أن يعتق عنه مائة رقبة وإن هشاما أعتق عنه خمسين وبقيت عليه خمسون أفأعتق عنه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنه لو كان مسلما فأعتقتم أو تصدقتم عنه أو حججتم عنه بلغه ذلك" وفي رواية: "فلو كان أقر بالتوحيد فصمت وتصدقت عنه نفعه ذلك".