اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَهُ مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ لِهَدْمِهِ فَحَالَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ هَدْمِهِ بَنُو عَبْدِ وُدٍّ وَبَنُو عَامِرٍ فَقَاتَلَهُمْ فَقَتَلَهُمْ وَهَدَمَهُ وَكَسَرَهُ وَقَتَلَ يَوْمَئِذٍ رَجُلا مِنْ بَنِي عَبْدِ وُدٍّ يُقَالُ لَهُ قَطَنُ بْنُ سُرَيْجٍ فَأَقْبَلَتْ أُمُّهُ وَهُوَ مَقْتُولٌ وَهِيَ تَقُولُ:
أَلا تِلْكَ الْمَوَدَّةُ لا تَدُومُ ... وَلا يَبْقَى عَلَى الدَّهْرِ النَّعِيمُ
وَلا يَبْقَى عَلَى الْحَدَثَانِ عفر1 ... له أم بشاهقة رؤوم
ثُمَّ قَالَتْ:
يَا جَامِعًا جَمَعَ الأَحْشَاءَ وَالْكَبِدِ ... يَا لَيْتَ أُمَّكَ لَمْ تُولَدْ وَلَمْ تَلِدِ
ثُمَّ أَكَبَّتْ عَلَيْهِ فَشَهِقَتْ وَمَاتَتْ.
قَالَ الْكَلْبِيُّ فَقُلْتُ لِمَالِكِ بْنِ حَارِثَةَ صِفْ لِي وُدًّا حَتَّى كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ قَالَ كَانَ تِمْثَالُ رَجُلٍ أَعْظَمَ مَا يَكُونُ مِنَ الرجال قد دير أي نفس عَلَيْهِ حُلَّتَانِ مُتَّزِرٌ بِحُلَّةٍ مُرْتَدٍ بِأُخْرَى عَلَيْهِ سَيْفٌ قَدْ تَقَلَّدَهُ وَتَنَكَّبَ قَوْسًا وَبَيْنَ يَدَيْهِ حَرْبَةٌ فِيهَا لِوَاءٌ وَوَفْضَةٌ فِيهَا نَبْلٌ يَعْنِي جُعْبَتَهَا2.
قَالَ وَأَجَابَتْ عَمْروُ بْنُ لُحَيٍّ مُضَرَ بْنَ نِزَارٍ فَدَفَعَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ هُذَيْلَ يُقَالُ لَهُ الْحَارِثُ بْنُ تَمِيمِ بْنِ سَعْدِ بْنِ هُذَيْلَ بْنِ مُدْرَكَةَ بْنِ إِلْيَاسِ بْنِ مُضَرَ سُوَاعًا وَكَانَ بِأَرْضٍ يُقَالُ لَهَا رُهَاطُ مِنْ بَطْنِ نَخْلَةٍ يَعْبُدُهُ مَنْ يَلِيهِ مِنْ مُضَرَ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ.
تَرَاهُمْ حَوْلَ قِبْلَتِهِمْ عُكُوفًا ... كَمَا عَكَفَتْ هُذَيْلُ عَلَى سُوَاعٍ
يَظَلُّ حَيَاتَهُ صَرْعَى لَدَيْهِ ... غَنَائِمُ مِنْ ذَخَائِرِ كُلِّ راعي
وَأَجَابَتْهُ مَذْحِجٌ فَدَفَعَ إِلَى أنعم بْنِ عَمْرٍو الْمُرَادِيِّ يَغُوثَ وَكَانَ بِأَكَمَةَ بِالْيَمَنِ تَعْبُدُهُ مَذْحِجٌ وَمَنْ والاها.
وأجابته هَمَدَانُ فَدَفَعَ إِلَى مَالِكِ بْنِ مَرْثَدِ بْنِ جُشْمٍ يَعُوقَ وَكَانَ بِقَرْيَةٍ يُقَالُ لَهَا جَوَانٌ تَعْبُدُهُ هَمَدَانَ وَمَنْ وَالاهَا مِنَ الْيَمَنِ.
وَأَجَابَتْهُ حِمْيَرُ فَدَفَعَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ ذِي رُعَيْنِ يُقَالُ لَهُ مَعْدِي كَرِبَ نَسْرًا وَكَانَ بِمَوْضِعٍ من أرض