الطرق ففسدت عقائدهم فمن هؤلاء من قَالَ بالحلول ومنهم من قَالَ بالاتحاد وما زال إبليس يخبطهم بفنون البدع حتى جعلوا لأنفسهم سننا وجاء أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي فصنف لهم كتاب السنن وجمع لهم حقائق التفسير فذكر عنهم فيه العجب فِي تفسيرهم القرآن بما يقع لهم من غير إسناد ذلك إِلَى أصل من أصول العلم وإنما حملوه عَلَى مذاهبهم والعجب من ورعهم فِي الطعام وانبساطهم فِي القرآن وَقَدْ أَخْبَرَنَا أَبُو منصور عَبْد الرَّحْمَنِ القزاز قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر الخطيب قَالَ قَالَ لي مُحَمَّد بْن يوسف القطان النيسابوري قَالَ كان أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي غير ثقة ولم يكن سمع من الأصم إلا شيئا يسيرا فلما مات الحاكم أَبُو عَبْد اللَّهِ بْن البيع حدث عَن الأصم بتاريخ يَحْيَى بْن معين وبأشياء كثيرة سواه وكان يضع للصوفية الأحاديث.
قَالَ المصنف: وصنف لهن أَبُو نصر السراج كتابا سماه لمع الصوفية ذكر فيه من الاعتقاد القبيح والكلام المرذول مَا سنذكر مِنْهُ جملة إن شاء اللَّه تعالى وصنف لهم أَبُو طالب المكي قوت القلوب فذكر فيه الأحاديث الباطلة وما لا يستند فيه إِلَى أصل من صلوات الأيام والليالي وغير ذلك من الموضوع وذكر فيه الاعتقاد الفاسد وردد فيه قول قَالَ بعض المكاشفين وهذا كلام فارغ وذكر فيه عَنْ بعض الصوفية إن اللَّه عز وجل يتجلى فِي الدنيا لأوليائه أَخْبَرَنَا أَبُو منصور القزاز أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر الخطيب قَالَ قَالَ أَبُو طاهر مُحَمَّد بْن العلاف قَالَ دخل أَبُو طالب المكي إِلَى البصرة بعد وفاة أبي الْحُسَيْن1 بْن سالم فانتمى إِلَى مقالته وقدم بغداد فاجتمع الناس عَلَيْهِ فِي مجلس الوعظ فخلط فِي كلامه فحفظ عنه أنه قَالَ ليس عَلَى المخلوق أضر من الخالق فبدعه الناس وهجروه فامتنع من الكلام عَلَى الناس بعد ذلك قَالَ الخطيب وصنف أَبُو طالب المكي كتابا سماه قوت القلوب عَلَى لسان الصوفية وذكر فيه أشياء منكرة مستبشعة فِي الصفات.
قَالَ المصنف: وجاء أَبُو نعيم الأصبهاني فصنف لهم كتاب الحلية وذكر فِي حدود التصوف أشياء منكرة قبيحة ولم يستح أن يذكر فِي الصوفية أبا بَكْر وعمر وعثمان وعليا وسادات الصحابة رَضِيَ اللَّهُ عنهم فذكر عنهم فيه العجب وذكر منهم شريحا القاضي والحسن البصري وسفيان الثوري وأحمد بْن حنبل وكذلك ذكر السلمي فِي طبقات الصوفية الفضيل وإبراهيم بْن أدهم ومعروفا الكرخي وجعلهم من الصوفية بأن أشار إِلَى أنهم من الزهاد.