وفي ذيل المرأة يطهره مَا بعده وقال: "يغسل بول الجارية وينضح بول الغلام" وكان يحمل ابنه أبي العاص بْن الربيع فِي الصلاة ونهى الراعي عَنْ إعلام السائل لَهُ عَن الماء وما يرده وقال: "مَا أبقيت لنا طهور" وقال: "يا صاحب الماء لا تخبره" وَقَدْ صالح رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأعراب وركب الحمار معروريا وما عرف من خلقه التعبد بكثرة الماء وتوضأ من سقاية المسجد ومعلوم حال الأعراب الذين يأتي أحدهم من البادية كأنه بهيمة أَوْ مَا سمعت أن أحدهم أقدم عَلَى البول فِي المسجد كل ذلك لتعليمنا وإعلامنا أن الماء عَلَى أصل الطهارة وتوضأ من غدير كأن ماءه نقاعة الحناء فأما قوله: "استنزهوا البول" فان للتنزه حدا معلوما وهو أن لا يغفل عَنْ محل قد أصابه حتى يتبعه الماء فأما الاستنثار فانه إذا علق نما وانقطع الوقت بما لا يقضي بمثله الشرع.
قَالَ المصنف: وكان أسود بْن سالم وَهُوَ من كبار الصالحين يستعمل ماءا كثيرا فِي وضوئه ثم ترك ذلك فسأله رجل عَنْ سبب تركه فَقَالَ نمت ليلة فَإِذَا بهاتف يهتف بي يا أسود مَا هَذَا يَحْيَى بْن سَعِيد الأنصاري حَدَّثَنِي عَنْ سَعِيد بْن المسيب قَالَ إذا جاوز الوضوء ثلاثا لم يرفع إِلَى السماء قَالَ قلت لا أعود لا أعود فأنا الْيَوْم يكفيني كف من ماء.