الأدوار لا آخر لَهُ والثاني لقولهم أن تدبير العالم السفلي منوط بالكواكب السبعة زحل ثم المشتري ثم المريخ ثم الزهرة ثم الشمس ثم عطارد ثم القمر.
الاسم الرابع البابكية: قَالَ المصنف وَهُوَ اسم لطائفة منهم تبعوا رجلا يقال لَهُ بابك الخرمي وكان من الباطنية وأصله أنه ولد زنى فظهر فِي بعض الجبال بناحية أذربيجان سنة إحدى ومائتين وتبعه خلق كثير واستفحل أمرهم واستباح المحظورات وكان إذا علم أن عند أحد بنتا جميلة أَوْ أختا جميلة طلبها فَإِن بعثها إليه وإلا قتله وأخذها ومكث عَلَى هَذَا عشرين سنة فقتل ثمانين ألفا وقيل خمسة وخمسين ألفا وخمسمائة إنسان1 وحاربه السلطان وهزم خلقا من الجيوش حتى بعث المعتصم أفسين فحاربه فجاء ببابك وأخيه فِي سنة ثلاث وعشرين ومائتين فلما دخلا قَالَ لبابك أخوه يا بابك قد عملت مَا لم يعمله أحد فاصبر الآن صبرا لم يصبره أحد فَقَالَ سترى صبري فأمر المعتصم بقطع يديه ورجليه فلما قطعوا مسح بالدم وجهه فَقَالَ المعتصم أنت فِي الشجاعة كذا وكذا مَا بالك قد مسحت وجهك بالدم أجزعا من الموت فَقَالَ لا ولكني لما قطعت أطرافي نزف الدم فخفت أن يقال عني إِنَّهُ اصفر وجهه جزعا من الموت قَالَ فيظن ذلك بي فسترت وجهي بالدم كيلا يرى ذلك مني ثم بعد ذلك ضربت عنقه وأضرمت عَلَيْهِ النار وفعل مثل ذلك بأخيه فما فيهما من صاح ولا تأوه ولا أظهر جزعا لعنهما اللَّه وَقَدْ بقي من البابكية جماعة يقال أن لهم ليلة فِي السنة تجتمع فيها رجالهم ونساؤهم ويطفئون السرج ثم يتناهضون للنساء فيثب كل رجل منهم إِلَى امرأة ويزعمون أن من احتوى عَلَى امرأة يستحلها بالاصطياد لأن الصيد مباح.
الاسم الخامس المحمرة: قَالَ المصنف سموا بذلك لأنهم صبغوا ثيابهم بالحمرة فِي أيام بابك ولبسوها.
الاسم السادس القرامطة: قَالَ المصنف وللمؤرخين فِي سبب تسميتهم بهذا قولان أحدهما أن رجلا من ناحية خوزستان قدم سواد الكوفة فأظهر الزهد ودعا إِلَى إمام من أهل بيت الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونزل عَلَى رجل يقال لَهُ كرميتة لقب بهذا الحمرة عينية وَهُوَ بالنبطية حاد العين فأخذه أمير تلك الناحية فحبسه وترك مفتاح البيت تحت رأسه ونام فرقت لَهُ جارية فأخذت المفتاح.