واتى ياقوت الاهواز
وَلما ملك عماد الدولة شيراز طَالبه اصحابه بِالْمَالِ وَكَانَ مملقا فخاف من فَسَاد امْرَهْ فاستلقى على ظَهره فِي مجْلِس من دَار ياقوت وخلا فِيهِ مفكرا فَرَأى حَيَّة قد خرجت من سقف مِنْهُ إِلَى سفق فخاف ان تسْقط عَلَيْهِ إِذا نَام فامر الفراشين بالصعود فوجدوا غرفَة بَين سقفين فامرهم بفتحا فوجدوا بهَا صناديق فِيهَا خَمْسمِائَة الف دِينَار فَقَوِيت نَفسه واستدعى خياطا اطروشا ليخيط لَهُ ثيابًا وَكَانَ الْخياط مَوْصُوفا بالحذق وَكَانَ يخْدم ياقوت فَلَمَّا خاطبه فِي تقطيع الثِّيَاب حلف فِي الْجَواب انه لَا وَدِيعَة عِنْده سوى اثْنَي عشرَة صندوقا لَا يدْرِي مَا فِيهَا فَعجب فَوجه بِمن حملهَا وَعجب من الْحَال (2)
وَكَاتب الراضي بِاللَّه يساله ان يقاطعه على فَارس بِثمَانِيَة الاف الف دِرْهَم فاجيب
وأنفذ اليه ابْن مقلة ابا الْحُسَيْن بن ابراهيم الْمَالِكِي الْكَاتِب وَمَعَهُ خلع ولواء وَأمره ابْن مقلة ان لَا يسلم ذَلِك اليه الا عِنْد تَعْجِيل المَال فَلَمَّا قاربه تَلقاهُ على فَرسَخ واخذ مِنْهُ الْخلْع فلبسها وَدخل شيراز واللواء بَين يَدَيْهِ وَلم يدْفع الى الْمَالِكِي شَيْئا وَمَات بشيراز فَحمل تابوته الى بَغْدَاد فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَعشْرين وثلاثمائة
ووافى عَليّ بن خلف بن طيار بَغْدَاد فَقبض عَلَيْهِ ابْن مقلة وصادره على ثَلَاثمِائَة الف دِينَار وأنفذ اليه بِأبي الْحسن احْمَد بن مُحَمَّد بن مَيْمُون صَاحب بَيت المَال وَقَالَ لَهُ يَقُول الْوَزير لَك عِنْدِي مائَة الف دِينَار فحطها من الْجُمْلَة واكتب الْخط بِالْبَاقِي فَقَالَ عَليّ بن خلف من اي جِهَة هَذَا الدّين فَعَاد ابْن مَيْمُون فَقَالَ لَهُ يَقُول لَك الْوَزير تذكر وانا بشيراز وَقد سَأَلتك على ابي طَالب بدر بن عَليّ النوبندجاني من خراجة خَمْسمِائَة الف دِرْهَم فامتنعت وعاودتك وَقلت ان حططتها عوضتك عَنْهَا مائَة الف دِينَار فَفعلت ولزمني ضماني لَك وَصَارَ دينا لَك عَليّ وَهَذَا وَقت الْقَضَاء
وَقد السُّلْطَان ياقوت الاهواز وَصَارَ كَاتبه ابو عبد الله البريدي
وأنفذ اخاه ابا الْحُسَيْن للنيابة عَن ياقوت واخيه بالحضرة
وَكَانَ مَعَ عماد الدولة ابو سعيد النَّصْرَانِي الرَّازِيّ يكْتب لَهُ
وَضمن شيراز مِنْهُ ابو الْفضل الْعَبَّاس بن فسانحس
وانْتهى الى مزداويج خبر عَليّ فَقَامَتْ قِيَامَته وأنفذ اصبهلار عسكره شيرز بن ليلى فِي الفين وَأَرْبَعمِائَة من الديلم الى الاهواز فَقطع ياقوت قنطرة نهر اريق