.. مشبه للهلال والظبي والغصن ... بِوَجْه ومقلة وَتثني

جمع الله شَهْوَة الْخلق فِيهِ ... فَهُوَ فِي الْحسن غَايَة المتمني

امن الْعدْل ان ارق ويجفو م ... ني واشتاقه وَيصير عني (1)

وَفِي هَذِه السّنة تمّ تَدْبِير القاهر على مونس وانعكس مَا دبره مَعَ ابْن مقلة من الْقَبْض على القاهر وَذَلِكَ انه لما عومل بِمَا ذَكرْنَاهُ وضيق عَلَيْهِ التَّضْيِيق الَّذِي شرحناه راسل الساجية وضربهم على مونس وبليق وَضمن لَهُم الضمانات الْكَثِيرَة

وَكَانَت اخْتِيَار قهرمانة القاهر تخرج من الدَّار وتتوصل الى ان تمْضِي لَيْلًا الى جَعْفَر مُحَمَّد بن الْقيم بن عبيد الله وتشاوره فِي امور القاهر وعزم ابْن مقلة وبليق وابو الْحسن بن هَارُون على خلع القاهر وتولية ابي احْمَد بن المكتفي بِاللَّه فاشار عَلَيْهِم مونس بالتمهل وامرهم بالتلبث الى ان ينبسط القاهر ثمَّ يقبضون عَلَيْهِ فاتفق لبليق ان خادمه صدمه فِي المبدان صدمة اعتل فِيهَا

وبادر ابْن مقلة بمكاتبة القاهر يُعلمهُ ان القرمطي قد وافى الْكُوفَة وَقد قررت انا ومونس مَعَ عَليّ بن بليق الْخُرُوج اليه وأمرناه بلقاء امير الْمُؤمنِينَ فِي ليلتنا هَذِه وَكَانَ قصدهم انه اذا وصل اليه قبض عَلَيْهِ وَاتبع الرقعة بِأُخْرَى مُتَضَمّن الْحَال فاستراب القاهر وَخَافَ ان تكون حِيلَة ونم الْخَبَر اليه من جِهَة طريف السبكري (2)

فَلَمَّا كَانَ بعد الْعَصْر حضر ابْن بليق منتبذا وَمَعَهُ عدد بسير من غلمانه كَانَ الظَّاهِر قد ارسل الساجية يحضروا بِالسِّلَاحِ وشتموا عليا وَعمِلُوا على الْقَبْض عَلَيْهِ فحامى غلمانه عَنهُ وَطرح نَفسه من الروشن الى الطيار وَعبر من ليلته الى الْجَانِب الغربي (4) واستتر من ليلته

واستتر ابْن مقلة وَابْن قرَابَة

وَانْحَدَرَ بليق ليعتذر لِابْنِهِ فَقبض عَلَيْهِ القاهر وراسل مونسا واعلمه الْحَال وساله فِي الْحُضُور فَاعْتَذر بثقل الْحَرَكَة فعاوده فِي السُّؤَال فِي الْحُضُور فاستقبح لَهُ طريف السبكري التَّأَخُّر فَلَمَّا حصل فِي دَار السُّلْطَان قبض عَلَيْهِ فَكَانَت وزارة ابْن مقلة للقاهر تِسْعَة اشهر وَثَلَاثَة ايام

طور بواسطة نورين ميديا © 2015