وَفِي السّنة توفّي ابو إِسْحَاق ابرهم ابْن السّري الزّجاج صَاحب الْمعَانِي وَكَانَ يخرط الزّجاج فاتى الْمبرد وَكَانَ يعلم لَك وَاحِد باجرة على قدر معيشته وَقَالَ لَهُ اني اكسب فِي كل يَوْم درهما ودانقين واني اعطيك درهما ان تعلمت اَوْ لم اتعلم حَتَّى يفرق الْمَوْت بَيْننَا وآخذ مِنْك قَالَ قد رضيت قَالَ وانفذ اليه بَنو مارمة من الصراة يطْلبُونَ مؤدبا لاولادهم فانفذني اليهم وَكنت اوجه اليه فِي كل شهر ثَلَاثِينَ درهما
وَطلب عبيد الله بن سُلَيْمَان مِنْهُ مؤدبا لِابْنِهِ الْقسم فَقَالَ اعرف مؤدب بَين مارمة فَكتب غليه عبيد الله فاستنزلهم عني وادبت الْقسم فَكنت اقول لَهُ ان ابلغك الله مبلغ ابيك تُعْطِينِي عشْرين ألف دِينَار فَيَقُول لي نعم
فَمَا مَضَت الا سنُون حَتَّى ولي الوزارة وانا على ملازمته فَقَالَ لي بِالْيَوْمِ الثَّالِث مَا اراك ذَكرتني بِالنذرِ فَقلت لَا احْتَاجَ مَعَ رِعَايَة الْوَزير الي اذكار خَادِم وَاجِب الْحق فَقَالَ انه المعتضد وَلَوْلَا مَا تعاظمني ان ادْفَعْ ذَلِك فِي مَكَان وَاحِد وَلَكِنِّي اخاف ان يصير لي حَدِيثا فَخذه مفترقا فَقلت افْعَل فَقَالَ اجْلِسْ وَخذ رقاع اصحاب الْحَوَائِج الْكِبَار وَلَا تمْتَنع من مساءلتي فِي شَيْء فَكنت اقول ضمن لي فِي هَذِه الْقِصَّة كَذَا فَكَانَ يَقُول غبنت فاستزد الْقَوْم فَحصل عِنْدِي عشرُون الف دِينَار فَقَالَ حصل عنْدك مَال النّذر قلت لَا فَلَمَّا حصل عِنْدِي عشرُون الف دِينَار فَقَالَ حصل عنْدك مَال النّذر قلت لَا فَلَمَّا حصل ضعفة اخبرته فَوَقع لى خازنة بِثَلَاثَة آلَاف دِينَار فأخذتها وامتنعت ان اعْرِض عَلَيْهِ شَيْء
فَلَمَّا كَانَ من غَد جِئْته فَأَوْمأ الي هَات مَا مَعَك فَقلت مَا اخذت رقْعَة لن النّذر قد وَقع الْوَفَاء بِهِ وَلم ادر كَيفَ اقع من الْوَزير فَقَالَ سُبْحَانَ الله اتراني كنت اقْطَعْ عَنْك شَيْئا قد صَار لَك بِهِ عَادَة وَصَارَ لَك بِهِ عِنْد النَّاس منزلَة وغدو وراواح إِلَى بَابي فتظن النَّاس ان انْقِطَاعه لتغير رتبتك اعْرِض عَليّ رسمك وَخذ بِلَا حِسَاب فَكنت اعْرِض عَلَيْهِ إِلَى ان مَاتَ