وَحكى حَامِد انه قبض على الحلاج بدور الرَّاسِبِي (1) فَادّعى تَارَة الصّلاح وَادّعى اخرى انه الْمهْدي ثمَّ قَالَ لَهُ كَيفَ صرت اله بعد هَذَا
وَكَانَ السمري فِي جملَة من قبض عَلَيْهِ من اصحابه فَقَالَ لَهُ حَامِد مَا الَّذِي حداك على تَصْدِيقه قَالَ خرجت مَعَه الى الصطخر فِي الشتَاء فعرفته محبتي للخيار فَضرب بِيَدِهِ الى سفح جبل فَاخْرُج من الثَّلج خيارة خضراء فَدَفعهَا الي فَقَالَ حَامِد أفأكلتها قَالَ نعم قَالَ كذبت با ابْن الف زَانِيَة فِي مائَة الف زَانِيَة اوجعوا فكه فَضَربهُ الغلمان وَهُوَ يَصِيح من هَذَا خفنا
وَحدث حَامِد انه شَاهد مِمَّن يَدعِي النيرنجيات (2) انه كَانَ يخرج الْفَاكِهَة واذا حصلت فِي يَد الانسان صَارَت بعرا
وَمن جملَة من قبض عَلَيْهِ انسان هاشمي كَانَ يكنى بَابي بكر فكناه الحلاج بَابي مغيث حَيْثُ كَانَ يمرض اصحابه ويراعيهم
وَقبض على مُحَمَّد بن عَليّ بن القنائي (3) واخذ من دَاره سفط مختوم فِيهِ قَوَارِير فِيهَا بَوْل الحلاج ورجيعه اخذه ليستشفي بِهِ
وَكَانَ الحلاج اذا حضر لَا يزِيد على قَوْله لَا اله الا انت عملت سوءا اَوْ ظلمت نَفسِي فَاغْفِر لي فانه لَا يغْفر الذُّنُوب الا انت
وظفر من كتب الحلاج بِكِتَاب فِيهِ اذا اراد الانسان الْحَج فليفرد بَيْتا فِي دَاره طَاهِرا وَيَطوف بِهِ سبعا وَيجمع ثَلَاثِينَ يَتِيما وَيعْمل لَهُم مَا يُمكنهُ من الطَّعَام ويخدمهم بِنَفسِهِ ويكسوهم وَيدْفَع الى كل وَاحِد سَبْعَة دَرَاهِم فان ذَلِك يقوم مقَام الْحَج
فَالْتَفت القَاضِي ابو عمر الى الحلاج وَقَالَ من ايْنَ لَك هَذَا قَالَ من كتاب الاخلاص لِلْحسنِ الْبَصْرِيّ فَقَالَ ابو عمر (4) كذبت يَا حَلَال الدَّم قد جَمعنَا (5) بِكِتَاب الاخلاص بِمَكَّة (6) مَا فِيهِ مَا ذكرت فَقَالَ حَامِد لابي عمر (7) اكْتُبْ هَذَا فتشاغل عَنهُ بِكَلَام الحلاج وَاقْبَلْ حَامِد يُطَالب ابا عمر بِالْكتاب وَهُوَ متشاغل