مستهل ذِي الْقعدَة وَكَانَ ديبس بن عفيف الاسدي على مسيرَة عز الدولة فاستامن وَعطف على النهب فنهب وَانْهَزَمَ عز الدولة وَقتل من اصحابه خلق وغرق اخرون على جسر عقدَة بدجيل وَكَانَ حمدَان فِي جملَة المنهزمين وَتَفَرَّقَتْ الْمذَاهب بالمنهزمين فَالْتَقوا بمطاري (1) وَاجْتمعَ عز الدولة وَبِه جراح باخيه عُمْدَة الدولة وَابْن بَقِيَّة بهَا على اسوا حَال وانفذ عمرَان بِابْنِهِ الْحسن وكاتبه وقواده فِي عدَّة سفن الى عز الدولة وانفذ الى وَالِي ابْن بَقِيَّة بِمَال وَثيَاب وانفذ الْمَرْزُبَان بن بختيار الى ابيه بِمثل ذَلِك من الْبَصْرَة
وانحدروا الى الْبَصْرَة وَهِي مفتتنة فاراد ابْن بَقِيَّة ان يصلحها فازدادت فَاسِدا واحترقت الاسواق ونهبت الاموال وَورد ابو بكر مُحَمَّد بن عَليّ بن شاهوية صَاحب القرمطة الْكُوفَة فِي الف رجل مِنْهُم واقام الدعْوَة بهَا وبسورا 02) وبالجامعين والنيل لعضد الدولة
واشفق بختيار ان يسير عضد الدولة الى وَاسِط فيملكها فتفوته النجَاة فاخترق البطائح فَتَلقاهُ عمرَان فِي عسكره واقام ابْن بَقِيَّة عِنْده ثَلَاثَة ايام
وَكَانَ عمرَان قد قَالَ لعز الدولة لما قصد حربه سترى انك تحْتَاج الي وأعاملك من الْجَمِيل بِخِلَاف مَا عاملني بِهِ ابوك من الْقبْح فَعجب النَّاس من هَذَا الِاتِّفَاق واستدعى البصريون من عضد الدولة من يتسلم بدلهم فانفذ ابا الوفا (300153) طَاهِر بن مُحَمَّد فَدَخلَهَا
واقام بختيار بواسط وتراجع اليه اصحابه وجنده
وَرجع ابْن بَقِيَّة الى ذخيرة لَهُ بهَا واستمال الْجند فرغبوا فِيهِ واثروه على صَاحبه
وَقَالَ بعض الْبَصرِيين فِي بختيار ... اقام على الاهواز خمسين لَيْلَة ... يدبر امْر الْملك حَتَّى تذمرا
يدبر امرا كَانَ اوله عمى ... واوسطه بلوى وَآخره خسرا ...