.. ازائر يَا خيال ام عَائِد ... ام عِنْد مَوْلَاك انني رَاقِد ...
مَعْنَاهُ انه جنى على نَفسه الشَّرّ بتعرضه لقتالكم ... يبْدَأ من كَيده بغايته ... وانما الْحَرْب غَايَة الكايد ...
مَعْنَاهُ انه من سَبيله ان لَا يحارب الا مُضْطَرّا والكائد الَّذِي يَبْغِي الغوائل وَالشَّر ... مَاذَا على من اتى يحاربكم ... قدم مَا اخْتَار لَو اتى وَافد
بِلَا سلَاح سوى رجائكم ... ففاز بالنصر وانثنى رَاشد
وليت قومِي فنَاء عسكره ... وَلم يكن (1) دانيا وَلَا شَاهد
وَلم يغب غَائِب خَلِيفَته ... جَيش ابيه وجده الصاعد ...
وَقدم ابو الْفرج بن فسا نحس من عمان فَقَالَ ابْن نباتة يمدحه بقصيدة طَوِيلَة مِنْهَا ... لعمري لقد اهدى النَّصِيحَة مرّة ... لال عمان خير حاف وناعل
وناشدهم بِاللَّه حَتَّى تقطعت ... عرى القَوْل وانحلت عُقُود الْوَسَائِل
فَلَمَّا رَآهُمْ لاتثوب حلومهم ... رماهم بأمثال القسي العواطل
فَركب اغصان الْمنية فيهم ... رواء الاعالي ظاميات الاسافل
سريت لَهُم لَيْلًا تحول نجومه ... وهمك فِي اعجازه غير حَائِل
كَأَنَّك اذ جردت رَأْيك فيهم ... طلعت عَلَيْهِم فِي القنا والقنابل (2)
... دنا الْحق حَتَّى ناله كل طَالب ... وَكَانَ بَعيدا من يَد المتناول
وَأصْبح شَمل النَّاس بعد تبدد ... ينظم فِي سلك من الْحق عَادل ...
سنة سِتّ وَخمسين وثلاثمائة
فِيهَا قصد معز الدولة عمرَان بن شاهين وَأبي ان يقبل مِنْهُ مَالا وان يقنع الا بِحُضُور بساطه فاعتل من ضرب ذرب لحقه واستخلف على عسكره سكتكين وَرجع الى بَغْدَاد وعهد الى ابْنه عز الدولة (3) وَأظْهر التَّوْبَة وأحضر ابا عبد الله الْبَصْرِيّ وَتَابَ على يَده
وَكَانَ مَعَ ابي عبد الله صَاحبه ابو الْقسم الوَاسِطِيّ فَكَانَا اذا حضر وَقت الصَّلَاة