.. وصل الْكتاب طَلِيعَة الْوَصْل ... وذخيرة (8) الافضال وَالْفضل
فشكرته شكر الْفَقِير اذا ... اغناه رب الْمجد بالبذل
وحفظته حفظ الاسير وَقد ... ورد الامان لَهُ من الْقَتْل ...
وَله ... وحياة الْهوى وَمر التجني ... وبخط العذار فِي صحن خَدّه
لأذيبن وجنتيه بلحظي ... مثل مَا قد اذاب قلبِي بصده ...
قَالَ التنوخي وشاهدت المهلبي وَقد اشْترى لَهُ ورد بِأَلف دِينَار فِي ثَلَاثَة أَيَّام فَشرب عَلَيْهِ وأنهبه
قَالَ ابو حَيَّان كَانَ المهلبي يطرب على اصطناع الرِّجَال كَمَا يطرب سامع الْغناء على الستائر ويرتاح لذَلِك كَمَا يرتاح مدير الكأس على العشائر وَقَالَ لأكونن فِي دولة الديلم اول مَذْكُور اذ فَاتَنِي ان اكون فِي دولة بني الْعَبَّاس رَحْمَة الله عَلَيْهِم اخر مَذْكُور
فَمن نوه بِهِ ابو الْفضل الشِّيرَازِيّ وابو عبد الله البقري (2) وابو مَعْرُوف القَاضِي وابو اسحاق الصابي وابو الْعَلَاء صاعد وَابْن جَعْفَر صاصب الدِّيوَان وَغَيرهم كَأبي تَمام الزَّيْنَبِي (3) وَابْن مريعة وابي حَامِد المورودي وابي عبد الله الْبَصْرِيّ وابي سعيد السيرافي وَابْن درسْتوَيْه وَالسري والخالدي الى من لَا يُحْصى كَثْرَة
وَكَانَ ابو الْفرج الاصبهاني (4) يؤاكله وَكَانَ اقذر النَّاس فأفرد لَهُ المهلبي مائدة يجلس عَلَيْهَا وَحده فَقَالَ يهجوه ... ابعين مفتقر اليك رَأَيْتنِي ... بعد الْغنى فرميتني من حالق
لست الملوم انا الملوم لأنني ... املت للاحسان غير الْخَالِق ...
وَقَالَ ابْن الْحجَّاج يرثي المهلبي ... يَا معشر الشُّعَرَاء دَعْوَة موجع ... لَا يرتجى فرج (5) السلو لَدَيْهِ
عزوا القوافي بالوزير فانها ... تبْكي دَمًا بعد الدُّمُوع عَلَيْهِ
مَاتَ الَّذِي امسى الثَّنَاء وَرَاءه ... وَجَمِيل عَفْو الله بَين يَدَيْهِ ...