وَقَالَ ابْن اخت ملكهم لَا ابرح اَوْ افْتَحْ القلعة وَصعد الى مدرجها فَرَمَاهُ ديلمي بحشت (1) فِي صَدره فأنفذه
وَسَار مُتَقَدم الرّوم الى بَلَده عِنْد ذَلِك وَلم يتَعَرَّض للسواد وامر اهله بعمارته وَوَعدهمْ بِالْعودِ اليهم
وَفِي جُمَادَى الاخرة مَاتَ دعْلج بن احْمَد بن دعْلج (2) الْمُحدث الْعدْل وَله خَان بسويقة غَالب عِنْد قبر ابْن سُرَيج وقف على اصحاب الشَّافِعِي رَحمَه الله الى الْيَوْم وعمره نظام الْملك رَحمَه الله وَقد اطلق لَهُ مائَة دِينَار فِي اول نوبَة دَخلهَا حِين مضى إِلَيْهِ اصحاب ابي رَحمَه الله وأعلموه مقَام 6 هم بِهِ واستشفعوا بِصُحْبَتِهِ
وَحكي ابْن نصر فِي كتاب الْمُفَاوضَة قَالَ انزلني الشَّيْخ ابو الْحسن الْعلوِي الْحَنَفِيّ الدَّار الْمَعْرُوفَة بدعلج فِي درب ابي خلف بازاء دَاره فَقلت لَهُ لم ازل اسْمَع النَّاس يعظمون شَأْن هَذِه الدَّار وَمَا اجدها كَمَا وصفت فَقَالَ لي كَانَ دعْلج فِي هَذِه الدَّار وَكَانَ شَاهدا ومحدثا وعظيم الْحَال مُوسِرًا
وَكَانَ الْمُطِيع لله قد اودع ابا عبد الله بن ابي مُوسَى الْهَاشِمِي عشرَة الآف دِينَار قبل افضاء الْخلَافَة اليه فتصرف فِيهَا وأنفقها وأدل بِالْقُدْرَةِ عَلَيْهَا فِي طلبَهَا فَلَمَّا ولي الْخلَافَة طَالبه بهَا فوعده بحملها وَرجع الى منزله وَشرع فِي بيع شىء من املاكه وثماره فَتعذر فألح الْمُطِيع بالمطالبة بالوديعة فَاعْتَذر بِأَنَّهَا مخبوءة لَا يقدر عَلَيْهَا الا بعد ثَلَاثَة ايام فَانْظُرْهُ فَلَمَّا حضر وَقت الْوَعْد قلق وَلم ينم وَلم يتَّجه لَهُ وَجه وَخَافَ ان يحرق بِهِ وَلم يعود بثلم جاهه فَركب فِي بَقِيَّة اللَّيْل بِغَيْر غُلَام وَترك رَأس البغلة تمشي حَيْثُ شَاءَت فأفضت بِهِ الى قطيعة الرّبيع فَدَخلَهَا وَعطف الى درب ابي خلف فاذا دعْلج قد خرج وَفِي يَده سَمَكَة فَتَأَمّله فَقَالَ لَهُ خير فَقَالَ لَا فَقَالَ ابا الله انْزِلْ فَنزل وَدخل دَاره وقص قصَّته فَقَالَ لَا بَأْس اي نقد كَانَت الدَّنَانِير فَقَالَ النَّقْد الْفُلَانِيّ فَقَالَ يَا غُلَام اغلق الْبَاب وَحط مَا عنْدك من الْعين واجلس مَعَ الشريف وانتقد النَّوْع الْفُلَانِيّ الى ان ارْجع من الْحمام
فَلَمَّا عَاد كَانَ الْغُلَام قد انتقد الْقدر فَجَعلهَا فِي اكياس وأنفذها مَعَ غلمانه ثمَّ قَالَ اكْتُبْ خطك فِي دفتري فَكتبت خطي بذلك الى مُدَّة اربعة اشهر وانصرفت