على معز الدولة اطلق لسنانه فِيهِ فَكَانَ ابو مُحَمَّد قد تَيَقّن انه يهلكه (1) على يَد الصَّيْمَرِيّ فانفذ الى مُعَسْكَره طيورا واوقف من يكْتب عَلَيْهَا اخباره فَأَتَاهُ البراج بطير قد ابتل بِالْمَاءِ بِكِتَاب لم يقف عَلَيْهِ فَقَالَ للصابيء تلطف فِي قِرَاءَته فقرأه بعد جهد فاذا فِيهِ هَلَاك الصَّيْمَرِيّ فَدخل الى معز الدولة وَعَزاهُ وَجلسَ للعزاء بِهِ
وترشح للوزارة ابو عَليّ الطَّبَرِيّ وَهُوَ عَامل للاهواز
قَالَ التنوخي من اعظم المصادرات مصادرة معز الدولة لابي عَليّ الْحسن بن مُحَمَّد الطَّبَرِيّ صادره على خَمْسمِائَة الف دِينَار فَلَمَّا مَاتَ الصَّيْمَرِيّ طمع فِي الوزارة وبذل فِيهَا مَالا عَظِيما قدم مِنْهُ اول نوبه ثَلَاثمِائَة الف دِينَار فَلم يبن عَلَيْهِ خُرُوجهَا فَأَخذهَا مِنْهُ وقلد المهلبي
سنة تسع وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة
فِي هَذِه السّنة رد القرامطة الْحجر الاسود الى مَكَّة وَكَانَ بجكم (2) قد بذل لَهُم ان ردُّوهُ خمسين الف دِينَار فَلم يُجِيبُوهُ وَكَانَ بَين قلعة ورده اثْنَان وَعِشْرُونَ سنة (3)
وَفِي هَذِه السّنة كَانَت وزارة ابي مُحَمَّد الْحسن بن مُحَمَّد بن هَارُون المهلبي لمعز الدولة (206106) خلع عَلَيْهِ معز الدولة القباء وَالسيف والمنطقة وَسَار سبكتكين بَين يَدَيْهِ الى دَار الْخلَافَة فَخلع عَلَيْهِ السوَاد وَالسيف والمنطقة
وَكَانَ المهلبي ثقيل الْبدن وَمَشى فِي صحون الْخلَافَة (4) وَقد اثقله مَا عَلَيْهِ من اللبَاس فَسقط بَين يَدي الْمُطِيع لله عِنْد دُخُوله من ذَلِك وَمن شدَّة الْحر وَوَقع على ظَهره فأقيم وَظن من مَعَه انه يحضر (5) بِمَا جرى فَتكلم وَأحسن وَأطَال فِي (6) الشُّكْر وَالْقَوْل وتمثل بِأَبْيَات فتعجب النَّاس من بديهته وَركب الى دَاره وَمَعَهُ جَمِيع الْجَيْش وحجاب الْخلَافَة وداره هِيَ الدَّار الْمَعْرُوفَة بالمرشد ونزلها السُّلْطَان (7) ركن الدولة فِي سنة سبع وَأَرْبَعين واربعمائة (8) (1055) عِنْد دُخُوله بَغْدَاد ونقضها