خلَافَة المستكفي بِاللَّه
ابي الْقسم عبيد الله بن المكتفي بِاللَّه بن المعتضد بِاللَّه امهِ رُومِية اسْمهَا غُصْن (1) ولي الْخلَافَة وَسنة يَوْمئِذٍ احدى واربعون سنة وَسَبْعَة ايام وَكَانَ فِي سنّ الْمَنْصُور يَوْم ولي وَكَانَت خِلَافَته سنة واربعة اشهر (2)
فقلد ابا الْفرج مُحَمَّد بن عَليّ السرمزراي (3) الوزارة وَلم يكن اليه غير اسْم الوزارة وابو جَعْفَر بن شيرزاد النَّاظر فِي الامور
وخلع على توزون وطوقه وسوره وَوضع على راسه التَّاج المرصع بجوهر وَجلسَ بَين يَدي المستكفي بِاللَّه على كرْسِي
فِي شهر ربيع الاول تقلد القَاضِي ابو عبد الله مُحَمَّد بن عيشى الْمَعْرُوف بِابْن ابي مُوسَى الضَّرِير الْقَضَاء بالجانب الشَّرْقِي من بَغْدَاد وتقلد ابو الْحسن مُحَمَّد بن الْحسن بن ابي الشَّوَارِب الْقَضَاء فِي الْجَانِب الغربي مِنْهَا
وَطلب المستكفي بِاللَّه الْفضل بن المقتدر طلبا شَدِيدا فاستتر مِنْهُ فَأمر بهدم دَاره الَّتِي على دجلة بدار ابْن طَاهِر فهدمت فَلم يبْق مِنْهَا غير المسناة وَمَا زَالَ فِي ايام المستكفي (18193) مستترا فَلَمَّا هدم دَاره قَالَ عَليّ بن عِيسَى الْيَوْم بَايع لَهُ بِولَايَة الْعَهْد
وَقد ذكرنَا حَال ابي عِيسَى البريدي وهربه من ابي الْقسم ابْن اخيه فورد الحضرة بعد مَا امنه ابو الْقسم وَاخْتَارَ الاصعاد اليها فوصلها فِي شهر ربيع الاول وَلَقي توزون وَنزل دَار طازاذ (4) الَّتِي كَانَت بقصر فرج على دجلة وسعى فِي ضَمَان الْبَصْرَة اذا سير مَعَه توزون جَيْشًا (5) وأوصله توزون الى المستكفي فَخلع عَلَيْهِ خلعا سلطانية وَسَار الْجَيْش مَعَه الى دَاره
فَبلغ ذَلِك ابْن اخيه فانفذ اليه توزون مَالا اقره بِهِ على عمله