وَصَارَ عدل صَاحب بجكم بعده الى ابْن رائق وَبعده الى نَاصِر الدولة فقلده الرحبة وَاسْتولى عَلَيْهَا وَكثر اتِّبَاعه فانفذ نَاصِر الدولة ببدر الخرشني لحربه
فَلَمَّا صَار بدر بالدالية توقف عَن الْمسير الى عدل وَكَاتب الاخشيد مُحَمَّد بن طغج وَهُوَ بِدِمَشْق يستاذنه فِي الْمسير اليه فاذن لَهُ وانفذ اليه الْقرب وَالْجمال والروايا فسلك بدر الْبَريَّة وَوصل دمشق فقلده (16585) الاخشيد المعاون بهَا وَجعلت الرحبة واعمال الْفُرَات لعدل وعاملة ابو عَليّ النوبختي ز
وَحصل لعدل من المصادرات الفي الف دِرْهَم فاتسعت يَده وَكثر رِجَاله وَاقْبَلْ الديلم والاتراك يقصدونه من بَغْدَاد فِي المرقعات فَخلع عَلَيْهِم وتمت على عدل الْحِيلَة من سهلون كَاتب نَاصِر الدولة لانه اراد الْمُضِيّ الى يانس المونسي بالرقة فَمَنعه عدل من ذَلِك فَقَالَ لَهُ سهلون قد كثر اتباعك وَلَا يَفِي بمؤونتكم مافي يَديك وانا اكْتُبْ عَن نَاصِر الدولة الى يانس بِتَسْلِيم الرقة اليك فَتَبِعَهُ على ذَلِك
وبلغا الخانوقة (2) فَقَالَ لَهُ سهلون الراي ان اتقدمك اليه فَطلب مِنْهُ رهينة فَقَالَ ان راك وَقد اخذت رحلي (3) فطن فَتَركه فَلَمَّا حصل بالرقة مَعَ يانس كَاتبا بني نمير فَلَمَّا عرف عدل الصُّورَة سَار الى نَصِيبين فَلَقِيَهُ الْحُسَيْن بن سعيد بن حمدَان فاستامن اصحاب عدل الى الْحُسَيْن فاسره وَابْنه وسلمهما وانفذهما الى نَاصِر الدولة وَشهر هما على جملين
وَحصل سيف الدولة بواسط ودافعه اخوه نَاصِر الدولة بِحمْل المَال
وَكَانَ توزون (4) وجوجوح (5) يسيئان الادب عَلَيْهِ فَضَاقَ ذرعا بتحكمها فانفذ اليه نَاصِر الدولة ابا عبد الله الْكُوفِي فِي الفي الف دِرْهَم وَخمسين ألف دِينَار
فَلَمَّا وصل الى وَاسِط قَامَ توزون وجوجوح الى الْكُوفِي فشتماه وأسمعاه مَكْرُوها فخبأه سيف الدولة فِي بَيت وَقَالَ اما تستحيان مني
فَلَمَّا كَانَ يَوْمًا الاحد أخر شعْبَان كبس (16686) الاتراك سيف الدولة واحرقوا سوَاده فهرب وَلزِمَ نَهَار يُقَال لَهُ الجازور فاداه الى قَرْيَة تعرف ببرقة وَلزِمَ الْبَريَّة حَتَّى وصل الى بَغْدَاد واتبعوه فرسخا