فَأَخذهَا بجكم (1) وَعبر فِيهَا جَيْشه الى الْجَانِب الغربي وَسَار فَالتقى هُوَ وَابْن حمدَان بالكحيل (2) فَانْهَزَمَ (3) اصحاب بجكم واستؤسر ابو حَامِد الطَّالقَانِي ثمَّ حمل بجكم بِنَفسِهِ على ابْن حمدَان (4) حَملَة صَادِقَة فَانْهَزَمَ ابْن حمدَان رَابِع الْمحرم وَمضى الى آمد (5) وَاتبعهُ بجكم الى نَصِيبين فَسَار حِينَئِذٍ الراضي فِي المَاء الى الْموصل وَانْصَرف عَنهُ من تكريت القرامطة الَّذين تبعوه الى بَغْدَاد مغضبين لتأخر ارزاقهم فَظهر ابْن رائق من استتارة (6) وانضموا اليه
وَكتب الراضي حِين بلغته الصُّورَة الى بجكم فاستخلف على اصحابه وجاءاليه الى الْموصل فَجرى بَين اصحابه وَبَين اهلها فتْنَة فَركب وَوضع فِيهَا السَّيْف (13474) وأحرق مَوَاضِع فِي الْبَلَد
وَرجع الْحسن بن عبد الله بن حمدَان الى نَصِيبين وَانْصَرف عَنْهَا من خَلفه بجكم بهَا فاخذ اصحاب بجكم يَتَسَلَّلُونَ من الْموصل الى بَغْدَاد وينضمون الى ابْن رائق فَزَاد فِي قلق بجكم وَلم يعرف ذَلِك ابْن حمدَان فَأطلق ابا حَامِد الطَّالقَانِي وَسَأَلَهُ ان يسْعَى فِي الصُّلْح وبذل لَهُ الف الف دِرْهَم فَاسْتَأْذن بجكم الراضي فِي ذَلِك فَأذن لَهُ فِي امضائه فَرد الطَّالقَانِي وابا الْحُسَيْن ابْن ابي الشَّوَارِب وانفذ مَعَهُمَا باللواء وَالْخلْع
وصاهر بجكم ابا مُحَمَّد بن حمدَان
وانفذ ابْن رائق ابا جَعْفَر بن شيرزاد (7) الى بجكم يلْتَمس الصُّلْح
وَانْحَدَرَ الراضي وبجكم الى بَغْدَاد بعد ان راسلا ابْن رائق بقاضي القضاه ابي الْحُسَيْن (8) فِي تَمام الصُّلْح وولوه طَرِيق الْفُرَات وجنديسابور (9) وديار مُضر والعواصم فَسَار اليها قبل وصولهم
وَبلغ الراضي ان عيد الصَّمد بن المكتفي راسل ابْن رائق ان يتقلد الْخلَافَة فَقبض عَلَيْهِ وَيُقَال قَتله.