ورتب عَلَيْهَا جمَاعَة فَكَانَت المنازلة بَين معز الدولة وَبينهمْ ثَلَاثَة عشريوما (1) وَعبر معز الدولة فِي خَمْسَة نفر فِي سميرية فَهزمَ من كَانَ هُنَاكَ من اصحاب بجكم (2) فَعِنْدَ ذَلِك قبض بجكم على وُجُوه اهل الاهواز فيهم ابْن ابي عَلان وَيحيى بن سعيد السُّوسِي وَسَار بعسكره الى وَاسِط وَكَاتب ابْن رائق وَهُوَ بهَا ان كَانَ عِنْده مائَة (3) الف دِينَار يفرقها فِي عسكره (4) فَالْوَجْه ان يُقيم والا فَالصَّوَاب ان يصعد الى بَغْدَاد
فَعِنْدَ ذَلِك اصْعَدْ وطالب بجكم حِين دخل واسطا من اعتقله من اهل الاهواز بِخَمْسِينَ الف دِينَار فَقَالَ ابو (5) زَكَرِيَّا يحيى بن سعيد السُّوسِي اردت ان اخبر مَا فِي نَفسه من طلب الْعرَاق فراسلته على لِسَان الْمُوكل بِي ايها الامير انت طَالب للْملك معول على خدمَة الْخلَافَة تطالب 06) قوما منكرين (7) فِي بِلَاد غربَة وَلَقَد حمي فِي امسنا طست وَجعل على بطن سهل بن قطين الْيَهُودِيّ (8) افما تعلم انه اذا سمع هَذَا عَنْك اوحش الا باعد مِنْك وَمَا تذكر (9) انكارك على ابْن رائق أيحاشه اهل الْبَصْرَة واهل بَغْدَاد وَقد حملت نَفسك على مثل مَا كَانَ يعْمل مزداويج بِأَهْل الْجَبَل وبغداد هِيَ دَار الخلاقة (10) لَا تحْتَمل هَذِه الاخلاق
فَلَمَّا سمع بِهَذَا الْكَلَام رق وَأمر بِحل قيودنا واستعقل يحيى بن سعيد السُّوسِي وَأطْلقهُ فشفع فِي البَاقِينَ وَكَانَ طَاهِر الجيلي (11) قد (13671) فَارق الامير عماد الدولة بارجان فَكتب الى اخيه معز الدولة ان يُطَالب ابا عبد الله البريدي فَكتب البريدي لى اخيه ابي يُوسُف بالبقبض عَلَيْهِ وانفاذه الى فَارس فَفعل ذَلِك
وَوصل معز الدولة الاهواز وَنزل البريدي دَار ابي عَليّ المسرقان ووافاه اهل الاهواز داعين مهنين وَكَانَ البريدي (12) بحمي الرّبع فَدخل عَلَيْهِ يوحنا الطَّبِيب وَكَانَ حاذقا فَقَالَ لَهُ مَا تُشِير عَليّ قَالَ ان تخلط وعني بذلك فِي المأكولات لترمى بالاخلاط فَقَالَ اعظم مِمَّا خلط يَا ابا زَكَرِيَّا لايكون قد ارهجت مَا بَين فَارس