ولا برحَ الإسلام وأهل الإسلام راقيًا أعلى ذروة الارتقاء بإمداد العزة القعساء والحضرة العلياء من دوام الشّرف والبقاء، ومزيدٌ للرفعة (?) والعلاء والبهجة والضياء، ففي ذلك رفعُ المُعاضد وقمع المُعاند، وكيد الأعداء الملحدين، وشدّ اعتلاءِ دعائم الدين، فهو سبحانه سميعُ النداء مُجيب الدعاء.
أما الأشواق إلى مكارم تلك الأخلاق، التي ملأ نشرُها الآفاق، فضلًا عن قُطر العراق؛ فتضيق عن وصف أيسرها العبارةُ، فكيف تُطيق التعبيرَ عن أكثرها الإشارةُ!
والصادرون عن مورد الحضرة [ق 192] العلية الطاهرة الزكية وإن أطنبوا في الوصف فمقصّرون، أو أسهبوا في النعت فمختصرون، ومن الذي يُحصي رمالَ الدهناء أو يعدُّ نجومَ السماء؟!
وإنما الصادرُ مع عجزه عن العدّ والإحصاء، فغايةُ جهد المقلّ أنه لا يزال رَطْب اللسان بتوفير الثناء، ريّان الجنان بتكثير الولاء، لَهِجًا بنشر المحاسن والإحسان، بهِجًا بمُعاينة عيون الفوائد الملتقطة من تيَّار الفصاحة والبيان، المزرية بعيون فرائد الدُّرر والعِقْيان، المتنافس في أمثالها لِنفاسة القيم والأثمان، فمُلازم المجلس الشريف بفنون (?) الفوائد يُتْحَف فيُسْعَد، والمُقْصى عن المستقرّ المنيف مغبون متباعِد كالمُخلَّف المُقْعَد، فيا ليت السعادة ألمَّت بهذا المتمني المشتاق،