شيّعه الخلقُ من أربعةِ أبوابِ البلد، وحُمِل على الرؤوس، وحُزِرَ الخلقُ بستين ألفًا، والنساء اللاتي على الطريق بخمسة عشر ألفًا، وكَثُر البكاءُ والتأسُّف عليه، ودُفِن بمقابر الصوفية إلى جانب أخيه الإمام شرف الدين عبد الله.
وانتاب الناسُ زيارةَ قبره، ورُئيت له عدة مناماتٍ حسنة، ورثاه جماعة، وكانت وفاته في جوف ليلة الاثنين العشرين من ذي القعدة سنة ثمان وعشرين وسبعمائة، غفر الله له آمين، وعاش سبعًا وستين سنة وأشهرًا.
وكان أسود الرأس، قليل شيب اللحية، رَبْعةً من الرِّجال، جهوري الصوت، أبيض، أَعْين، مقتصدًا في لباسه وعمامته، يقصّ شعره دائمًا، وكان لم يتغير عليه شيء من حواسِّه إلا أن عينه الواحدة نقص نورُها قليلًا.
رحمه الله ورضي عنه، ورضي عنَّا ببركته (?)، وغفر لنا بمنّه وكرمه، آمين.
...