يُشار إليه الإشارة الحِسّية، وقال: أطلب عقوبته على ذلك.
فقال القاضي: ما تقول يا فقيه؟ فحمد الله وأثنى عليه.
فقيل له: أسرع، ما أحضرناك لتخطب.
فقال: أُمنع من الثناء على الله؟!
فقال القاضي: أجِب فقد حمدت الله. فسكت، فألحّ عليه.
فقال: فمَن الحاكمُ فيَّ؟ فأشاروا له إلى القاضي ابن مخلوف.
فقال: أنت خصمي فكيف تحكم فيّ؟! وغضب وانزعج، وأُسكت القاضي.
فأُقيم الشيخ وأخواه، وسجنوا بالجب بقلعة الجبل، وجرت أمور طويلة، وكُتب إلى الشام كتاب سلطاني بالحطِّ عليه، فقُرئ بجامع دمشق، وتألم الناس له.
ثم بقي سنة ونصفًا وأُخرج، وكتب لهم ألفاظًا اقترحوها عليه، وهُدِّد وتُوعِّد بالقتل إن لم يكتبها (?).
فأقام بمصر يُقرئ العلم ويجتمع خلق عنده، إلى أن تكلَّم في الاتحادية القائلين بوحدة الوجود (?)، فتحزَّب عليه صوفية وفقراء،