الأعلام، كان رحمه الله تعالى بحرًا من البحور في العلم، وجبلًا شامخًا لا يختلف فيه اثنان من أهل العصر، ومن قال خلاف ذلك فهو جاهل أو معاند مقلدٌ لمثله، وإن خالف الناسَ في بعضِ مسائلَ فأمره إلى الله تعالى.

والوقيعة في أهل العلم -ولا سيّما أكابرهم- من كبائر الذنوب.

وقد روى الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى في كتابه «الجامع في آداب الراوي والسامع» (?) بإسناده عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: «من آذى فقيهًا واحدًا فقد آذى رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ومن آذى رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقد آذى الله تعالى».

وقد قال بعض العلماء الماضين (?): «لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هَتْك أعراض منتقصيهم معلومة، ومن وقع فيه (?) بالثَّلْب ابتلاه الله قبل موته بموت القلب، فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم».

ويُثاب وليُّ أمور المسلمين -أيده الله تعالى- على زَجْر هذا المعتدي الظالم لنفسه ولغيره. وكأنَّ المسكين المفتون لم يبلغه قول

طور بواسطة نورين ميديا © 2015