الله روحه- أنه لام بعض هذه الطائفة على محبة ما يبغضه الله ورسوله، فقال له الملوم: المحبة نار تحرق من القلب ما سوى مراد المحبوب، وجميع ما في الكون مراده، فأيّ شيء أبغض منه؟
قال الشيخ: فقلت له: إذا كان قد سخط على أقوام ولعنهم وذمهم وغضب عليهم، فواليتهم أنت وأحببتهم وأحببت أفعالهم ورضيتها تكون مواليًا له أو معاديا؟ قال: فبُهِت الجبري، ولم ينطق بكلمة» (?).
قال ابن القيم: «وقد كان بدمشق كثير من الأنصاب، فيسّر الله سبحانه كسرها على يد شيخ الإسلام وحزب الله الموحِّدين، كالعمود المُخَلَّق، والنصب الذي كان بمسجد النارنج (?) من المصلى يعبده الجهَّال، والنُّصْب الذي كان تحت الطاحون الذي عند مقابر النصارى ينتابه الناس للتبرك به، وكان صورة صنم في نهر القلّوط ينذرون له ويتبركون به، وقطع الله النصب الذي كان عند الرحْبَة يُسْرَج عنده ويتبرك به المشركون، وكان عمودًا طويلًا على رأسه حَجَر كالكُرَة، وعند مسجد درب الحجر نصب قد بُني عليه مسجد صغير، يعبده المشركون، يسَّر الله كسرَه» (?).