- وقلت له يومًا: لو عاملتنا بذلك لكان أدعى إلى الاستقامة والصلاح. فقال: لا تصبرون معي على ذلك جمعة. أو قال: شهرًا.
- وأخبرني غير مرَّة بأمور باطنة تختصُّ بي مما عزمت عليه، ولم ينطق به لساني.
- وأخبرني ببعض حوادث كبار تجري في المستقبل، ولم يعيِّن أوقاتها، وقد رأيتُ بعضَها، وأنا أنتظر بقيتها.
- وما شاهده كبار أصحابه من ذلك أضعافُ أضعافِ ما شاهدتُه، والله أعلم» (?).
قال ابن القيم: «ولقد حدّثني من أثق به أن نملةً خرجت من بيتها، فصادفت شقّ جرادة، فحاولت أن تحمله فلم تُطِق، فذهبت وجاءت معها بأعوان يحملنه معها، قال: فرفعتُ ذلك من الأرض، فطافتْ في مكانه فلم تجده، فانصرفوا وتركوها، قال: فوضعتُه، فعادت تحاول حَمْله فلم تقدر، فذهبت وجاءت بهم، فرفعتُه، فطافت، فلم تجده، فانصرفوا. قال: فعلت ذلك مرارًا، فلما كان في المرة الأخيرة استدار النمل حلقة، ووضعوها في وسطها وقطعوها عضوًا عضوًا.
قال شيخنا -وقد حكيتُ له هذه الحكاية-: هذه النمل فطرها الله سبحانه على قبح الكذب وعقوبة الكذَّاب» (?).